عهد التميمي هي الضحية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•في يوم الإثنين قدّمت النيابة العامة العسكرية لائحة اتهام ضد عهد التميمي، إبنة السادسة عشر من النبي صالح، وضد والدتها نريمان التميمي. عهد متهمة بارتكاب خمسة هجومات ضد القوى الأمنية وبالتحريض، بينما تًتهم والدتها بتصوير الأحداث والتحريض على قنوات التواصل الاجتماعي. بالاضافة إلى ذلك، جرى تقديم لائحة اتهام ضد قريبة العائلة، نور التميمي، التي شاركت في الأحداث في النبي صالح. من الواضح أن النيابة العامة العسكرية بذلت كل ما في وسعها كي تبلور ملفاً مهماً ضد عهد، التي تحولت منذ نشر شريط الفيديو واعتقالها إلى البطلة الجديدة للنضال الفلسطيني. وبحسب محامية عهد التميمي، غابي لاسكي، فإنه نظراً لأن الحادث الذي جرى توثيقه في شريط الفيديو لا يبرر تمديد اعتقالها، "فقد واصلوا اعتقالها من أجل العثور على حوادث جرت في الماضي، ومن ثم قدموا لائحة اتهام تتعلق بأحداث ماضية جرت قبل أكثر من عام ونصف العام، والتي لم يتحدث عنها أحد حتى اعتقال عهد الأخير، وهي لم تعتقل بسببها، ولم يقدم أحد شكوى ضدها، وليست هناك تقارير بشأنها".

•في شريط الفيديو ظهرت عهد وهي تصفع الجنود وتحاول ركلهم، بينما ظهر الجنود وهم يحتوون عنف الفتيات بطريقة تستحق التقدير وامتنعوا من ضربهن أو اعتقالهن. في واقع حياة الاحتلال وعلى خلفية الصور التي تصل عامة من الاحتكاكات العنيفة بين الجنود والفلسطينيين، فإن هذه الصورة تثير الأمل، ولقد استقبلها العالم بهذه الطريقة. لكن في إسرائيل كثيرون لم يروا الأمور بهذه الطريقة. وفي اليمين بدلاً من أن يروا في ذلك ضبطاً للنفس، رأوا فيه تهاوناً وجبناً وضعفاً. ويسبب الانتقادات اعتقل الجيش بنات التميمي.

•كتب والد التميمي يوم الجمعة في "هآرتس": "على الرغم أن هذا هو أول اعتقال لعهد، فإن سجون نظامكم ليست غريبة عنها"، وذكّر بأن ابنته أمضت حياتها كلها تحت الظل الثقيل للسجن الإسرائيلي، الذي ضمه بين جدرانه هو ووالدة عهد، وشقيقها وأصدقاءها وصديقاتها. وأضاف: "لقد كان اعتقالها مسألة وقت فقط. هذه مأساة حتمية من المنتظر حدوثها".

•وفي تناقض صارخ مع جنود شريط الفيديو الذين بذلوا جهدهم من أجل كبح الاستمرار التراجيدي للاحتلال ودائرة العنف التلقائية، تبدو إسرائيل مصرة على القيام بدور الشرير في تراجيديا التميمي، وتخلت عن ادعاء تغيير النهاية. إن النيابة العامة العسكرية مصرة على تحويل بضع ضربات لشابة صغيرة وُلدت وكبُرت تحت الاحتلال إلى" هجوم في ظروف خطيرة". وهي تستخدم التميمي كي ترضي الرأي العام المتعطش إلى الانتقام، ومن أجل تمرير رسالة رادعة إلى الشابات الفلسطينيات، كي لا يتجرأن على التمرد ضد الاحتلال. وبدلاً من وقف الظلم تسعى إسرائيل إلى استمراره إلى ما لانهاية. 

•المشكلة ليست التميمي بل الاحتلال بحد ذاته. لم يكن يجب توجيه كتاب اتهام ضد التميمي، بل يجب اطلاق سراحها فوراً.