من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•قدّم رئيس الولايات المتحدة هدية سياسية ثمينة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يحارب من أجل الدفاع عن مكانته الشعبية في ظل تحقيقات الفساد ضده، ويسعى للمحافظة على استقرار الائتلاف الحكومي الذي يقوده حزب البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينت. في خطابه بالأمس في البيت الأبيض، اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، الإعلان الذي امتنع من القيام به الرؤساء الذين سبقوه منذ قيام الدولة في سنة 1948، وفي الوقت عينه أضعف التعهدات الأميركية بحل الدولتين باشتراط حصوله على موافقة الطرفين. والأهم من ذلك، تعهد ترامب بأن الولايات المتحدة لن تطرح موقفاً بشأن القضايا الخلافية بين إسرائيل والفلسطينيين، وعلى رأسها قضية حدود السيادة الإسرائيلية في القدس.
•لقد زوّد ترامب نتنياهو بإنجاز دبلوماسي غير مسبوق، مع أنه كان أجّل الوفاء بالوعد الذي قدّمه في الحملة الانتخابية بشأن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وفي الوقت نفسه هدّأ مخاوفه من فرض تسوية إسرائيلية – فلسطينية يمكن أن تؤدي إلى انهيار الائتلاف الحالي في إسرائيل، الرافض حل الدولتين وأي مبادرة تقدّم للفلسطينيين. ولا غرابة في أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رد بخيبة أمل كبيرة على كلام ترامب، ودعا إلى تجنيد جبهة وطنية ضد الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
•لقد رافقت الخطاب مخاوف من اندلاع عنيف للنزاع، ونأمل أن ينجح الطرفان في الحؤول دون حدوث ذلك. لقد حاول ترامب تهدئة النفوس من خلال دعوته إلى المحافظة على الوضع القائم في الأماكن المقدسة، وفي المسجد الأقصى كمكان مقدّس للمسلمين. لكن المشكلة ليست في تأمين الهدوء في المدى القصير، بل في إيجاد حل بعيد المدى للنزاع. إن كلام ترامب الجميل عن التزامه السلام لا يحل ضائقة 320 ألف فلسطيني يعيشون في القدس من دون حقوق مدنية، ولا يُسكت أنصار اليمين الإسرائيلي الذين يسعون لإعادة بناء الهيكل من جديد، حتى لو كان الثمن نشوب حرب لا نهاية لها مع العالم الإسلامي.
•بالإضافة إلى ذلك، شكّل "خطاب القدس" لترامب خطوة إضافية في عملية الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط. صحيح أن الرؤساء الذين سبقوه ترددوا في فرض تسوية، لكنهم على الأقل منذ قمة كامب ديفيد في سنة 2000، توسطوا بين الطرفين في ضوء الأُطر التي وضعها الرئيس السابق بيل كلينتون. لقد حرّر ترامب نفسه من جميع وعود الماضي، وألقى المسؤولية بالكامل على عاتق الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل بلورة الحل وتحقيقه.
•في مثل هذا الوضع، من الواضح أن أميركا "لن تنقذ إسرائيل من نفسها"، ولن تؤدي إلى إنهاء الاحتلال ووقف ضم المناطق [المحتلة]. تحتاج إسرائيل إلى زعامة تستطيع الرد على التحدي الذي طرحه ترامب، وتعمل على تقسيم البلد من أجل ضمان مستقبل الدولة، وقد أثبت نتنياهو أنه ليس أهلاً للقيام بهذه المهمة.