سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الترحيب بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الأربعاء) اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ووصف نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة مساء أمس، قرار ترامب بأنه تاريخي وشجاع وعادل ويُشكل معلماً مهماً في تاريخ هذه المدينة.
كما دعا نتنياهو سائر دول العالم إلى أن تحذو حذو الولايات المتحدة وتعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتعهد بعدم إجراء أي تغييرات على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس، مؤكدا أن القرار الأميركي لن يغيّر أي أمر يتعلق بوضع الأماكن المقدسة للأديان السماوية الثلاثة.
وقال رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين إنه لا توجد هدية يمكن أن تتلقاها دولة إسرائيل في مناسبة مرور 70 سنة على استقلالها أغلى وأفضل من هدية الرئيس الأميركي المتمثلة في اعترافه رسمياً بعاصمتها. وأكد ريفلين أن القدس لم تشكل في السابق ولن تشكل في أي وقت من الأوقات عائقاً أمام الذين يتوقون إلى السلام. ورأى أن هذا الإعلان ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس يدعمان حق الشعب اليهودي في وطنه وتطلعاته من أجل تحقيق السلام لجميع سكان المدينة المقدسة ولشعوب المنطقة.
وقامت بلدية القدس مساء أمس برفع علَميْ الولايات المتحدة وإسرائيل على امتداد عدة شوارع رئيسية في المدينة، كما قامت بإضاءة سور البلدة القديمة بألوان علميْ الدولتين.
وأفاد راديو "كان" [تابع لهيئة البث الإسرائيلية الجديدة] أن عدة دول بينها الفيلبين ودولة من أوروبا الشرقية نقلت رسائل إلى إسرائيل تبدي فيها رغبتها في نقل سفاراتها إلى القدس.
وقال السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن وضع القدس النهائيّ لا يمكن أن يُحدّد إلا عبر تفاوض مباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وشدّد على ضرورة رفض أي إجراء من جانب واحد. وقال غوتيريش إنه لا يوجد بديل من حل الدولتين وأكد وجوب أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل ولفلسطين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن رسمياً اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال إنه أوعز إلى وزارة الخارجية الأميركية بالبدء بالاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. وهو إجراء عمد الرؤساء الأميركيون إلى إرجائه منذ سنة 1995، تاريخ إقرار الكونغرس بأن القدس هي عاصمة إسرائيل وإصداره قراراً ملزماً بنقل السفارة اليها.
وقال ترامب في خطاب متلفز ألقاه مساء أمس إن الإعلان اعتراف بالواقع، إذ إن حكومة إسرائيل والكنيست وغيرهما من المؤسسات الرسمية موجودة في القدس، وأضاف أن لإسرائيل الحق في تحديد عاصمتها مثل أي دولة أُخرى ذات سيادة. وأشار إلى أن امتناع الرؤساء الأميركيين السابقين من الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل لم يساهم في تحقيق السلام.
وأوضح ترامب أن هذا الاعتراف ليس له علاقة بترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، مؤكداً التزام بلاده العمل على تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.