أكد مسؤولون أميركيون كبار الليلة الماضية أن الرئيس دونالد ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسيطلق عملية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، بموجب قرار يلغي سياسة أميركية قائمة منذ عشرات السنوات.
وأضاف هؤلاء المسؤولون أن خطوات ترامب هذه سيتم الإعلان عنها في الخطاب الذي من المتوقع أن يلقيه مساء اليوم (الأربعاء). وأوضحوا في الوقت عينه أن قرار ترامب لا يهدف إلى استباق نتيجة المحادثات بشأن وضع القدس النهائي أو القضايا الرئيسية الأُخرى العالقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وأُعلن في واشنطن أمس (الثلاثاء) أن ترامب بحث هذا الشأن خلال اتصاله بكل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي الملك سلمان، وأن هؤلاء انضموا إلى قائمة الأصوات المعارِضة التي حذرت من أن أي خطوات أميركية أحادية الجانب تتعلق بالقدس، من شأنها أن تلحق ضرراً فادحاً بجهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة، وأن تفجر اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن ترامب تحدث أيضاً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولم يصدر أي بيان عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية بعد هذا الاتصال.
وقالت مصادر سياسية رفيعة في واشنطن رفضت الكشف عن هويتها، إن المشاورات الداخلية بشأن وضع القدس لا تزال مشوبة بالتوتر، وذكرت أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان ضغطا بقوة من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، في حين عارض وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس هذا الأمر، لكن ترامب تدخل أخيراً وبلّغ مساعديه الأسبوع الفائت أنه يريد تنفيذ وعده الانتخابي.
وذكر بيان صادر عن وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن ترامب اتصل أمس برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبلّغه نيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وأضاف البيان أن عباس بلّغ الرئيس الأميركي الموقف الفلسطيني الثابت أن لا دولة فلسطينية من دون القدس الشرقية عاصمة لها. وحذّر رئيس السلطة الفلسطينية ترامب أيضاً من أن نقل السفارة إلى القدس سيشكل خطراً على العملية السلمية، وكذلك على السلام والأمن في المنطقة والعالم، وجاءت هذه المكالمة في الوقت الذي حذّر فيه قادة فلسطينيون من أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل سيقضي على جهود الإدارة الأميركية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي - فلسطيني.
ورأت رئيسة حزب ميرتس زهافا غالئون أن إعلان ترامب من شأنه أن يؤدي إلى إشعال النيران في المنطقة بأسرها. وأضافت أن أي حل مستقبلي بالنسبة إلى مكانة القدس يجب أن يتم في إطار تسوية سلمية وليس عن طريق خطوات أحادية الجانب.