الهجوم على موقع عسكري سوري مثير للشكوك
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•يبدو أن هجوم الأمس داخل الأراضي السورية، الذي نسبته تقارير أجنبية إلى إسرائيل، استهدف قاعدة سورية تبنيها إيران، ومصنعاً لإنتاج السلاح، وقوة سورية. ليست هذه أول مرة  يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي سورية هذا الشهر ، لكن بخلاف الهجمات العديدة الأُخرى التي نُفذت هذه السنة، فإن الهدف موجّه إلى نقل رسالة عنيفة ومباشرة إلى إيران.

•يبدو أن هذه الرسالة لا لزوم لها. إذ إنه بحسب وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، لا توجد قوات عسكرية إيرانية في سورية باستثناء بضع مئات من المستشارين. ويتعارض هذا التصريح مع تقارير المعارضة الإيرانية، التي نشرت تفاصيل شاملة عن انتشار القوات الإيرانية والموالية لإيران في سورية، كما يتعارض مع طلب إسرائيل من روسيا أن تطلب من إيران إبعاد قواتها عن حدود إسرائيل في هضبة الجولان. لقد أوضح ليبرمان في ملخص موجّه إلى الصحافيين أن القاعدة الجديدة التي تبنيها إيران في سورية هي قاعدة سورية ولا يوجد فيها قوات إيرانية. في المقابل، تشير تقارير الأمس إلى أن هذه القاعدة تحديداً هي هدف الهجوم، الأمر الذي يعني أن إسرائيل قررت مهاجمة هدف سوري لا يشكل خطراً عليها.

•في الوقت الذي تحتاج فيه هذه التناقضات إلى توضيح، تواصل إسرائيل الإنزلاق إلى داخل الجبهة السورية، تارة بحجة الدفاع عن السكان الدروز في قرية حضر، وتارة بذريعة مهاجمة شحنات سلاح موجهة إلى حزب الله. لقد امتنعت إسرائيل عن مهاجمة قواعد صواريخ تابعة لحزب الله في لبنان، على الرغم من أنها تشكل خطراً ثابتاً، وهي تجد في سورية مجالاً تستطيع التحرك فيه بحرية نسبية. لكن هذا ينطوي على خطر كبير، لأن الهجوم هذه المرة يمكن أن يُعتبر خرقاً للخطوط الحمراء.

•تُكثر مصادر عسكرية رفيعة المستوى من القول إن إسرائيل غير معنية بالدخول في مواجهة مباشرة مع إيران أو التدخل في الحرب السورية. وتوضح هذه المصادر، في الوقت عينه، أن حرباً يمكن أن تنشب بسبب وجهة نظر خطأ أو سوء فهم. ومن دون التقليل من حجم الخطر على إسرائيل، فإن الجبهة السورية، ومثلها أيضاً الجبهة الجنوبية، هما أرض خصبة لسوء  فهم خطر يمكن أن يتطور إلى حرب واسعة النطاق.

 

•من حق مواطني إسرائيل أن يعرفوا أن حكومتهم لن تجرّ الدولة نحو مغامرة عسكرية إضافية في الجبهة السورية. لقد انطوى هجوم الأمس على احتمال خطر  تجاوز الخطوط الحمراء وضرورته غير مقنعة. إذا كانت الرغبة هي تمرير رسالة إلى إيران، لماذا الهجوم على قاعدة سورية، حتى ليبرمان نفسه امتنع من القول إنها قاعدة إيرانية؟ إن رسائل من هذا النوع تتجاوز خطوطاً حمراء يمكن أن تتسبب في مواجهة بين إسرائيل وأطراف أُخرى. وعلى الرغم من أن الهجوم أصبح أمراً واقعاً، فإنه من الضروري التشكيك في هدفه ومبرارته، ويمكن أن نتساءل أيضاً عن صلته بالصراعات السياسية في إسرائيل.