•كلنا يتمنى لدولتنا الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط أن تكون قوة صناعية وتكنولوجية متقدمة، ونحن نبتهج لدى سماع عبارات مدح وثناء على "قوة تكنولوجيا عالية" و"دماغ إسرائيلي". لكن على أرض الواقع تشهد دولة إسرائيل تراجعاً مستمراً من جراء الافتقار إلى تعليم تكنولوجي نوعي ﻟ"جيل المستقبل" عندنا.
•حالياً، إسرائيل متأخرة مع الأسف [عن الدول المتقدمة] لكون أقل من 40% من التلاميذ فيها يلتحقون في مساقات تكنولوجية، مقارنة بالاتحاد الأوروبي حيث يدرس ما يقارب نصف تلاميذ المدارس الثانوية في مساقات تكنولوجية. كما أن جودة التعليم الحالية عندنا أقل مما هي في أوروبا بسبب نقص المعلمين والتجهيزات المهنية المتقدمة المطلوبة للتدريب.
•والنتيجة هي أن قطاعي الصناعة والتكنولوجيا العالية في إسرائيل يسيران في منحى تراجعي والنمو الاقتصادي يتجه نحو الهبوط، في حين أن حجم الصناعة في دول "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" OECD يتزايد باستمرار، الأمر الذي يعزز الاستقرار الاقتصادي ويتيح ارتفاع مستوى معيشة مواطني هذه الدول.
•من هنا، إذا أردنا أن نأخذ مصيرنا بأيدينا، يجب علينا أن نبدأ في الاستثمار أكثر بكثير في تعزيز ورعاية التعليم التكنولوجي في إسرائيل. فهذا التعليم هو مفتاح عالم العمالة المستقبلي الذي يعتمد على تكنولوجيا متقدمة وابتكارية.
•ليس عبثاً تعمل جمعية الصناعيين جاهدة منذ أكثر من عقد من الزمن على تعزيز وتحسين مستوى التعليم. وهي تقوم بذلك انطلاقاً من رؤية أهمية التعليم التكنولوجي بالنسبة للقدرة التنافسية وبالنسبة لرفع إنتاجية الصناعة الإسرائيلية، وانطلاقاً من حرص عميق على استمرار تطور الصناعة الإسرائيلية.
•يمكن تحقيق استمرار نمو الصناعة الإسرائيلية فقط إذا جرت الاستفادة من مزاياها التنافسية: رأس مال بشري تكنولوجي ونوعي مصحوب بروح المبادرة والتميّز والابتكار، الأمر الذي سيمكن إسرائيل من أن تكون في طليعة التكنولوجيا العالمية.
•إن التعليم التكنولوجي في جميع مستوياته هو الأساس لتنمية رأس المال البشري المستقبلي ولمواصلة نمو الصناعة الإسرائيلية. وهو الذي يؤمّن للخريجين "مفاتيح وأدوات للحياة" تمكنهم من التصدي بالشكل الأمثل لتحديات المستقبل ومن الاندماج بشكل بناء، نوعي ومنتج في الجيش وفي الوسط الأكاديمي وفي الاقتصاد الإسرائيلي، من خلال الاستفادة من قدرات ومهارات الطلاب. والتعليم التكنولوجي يمكن الخريجين والخريجات من الحصول على فرص عمل واسعة عالية الأجر، وعلى فرص حراك [اجتماعي ومهني] وتطور مهني طوال حياتهم المهنية.
•هناك حالياً ما يقارب 150 ألف طالب في إطار التعليم التكنولوجي يدرسون مهناً مختلفة، مثل: هندسة البرمجيات، والتكنولوجيا الحيوية، والهندسة الإلكترونية، والهندسة الكهربائية والميكانيكية، وهي مهن تتيح للخريجين فرص عمل واسعة في الاقتصاد عموماً وفي قطاع الصناعة الإسرائيلية على وجه الخصوص.
•وخريجو التوجهات التكنولوجية في الصف الثاني عشر وخريجو الكليات التكنولوجية للفنيين والمهندسين، هم الذين مكنوا ويمكنون أعمال التطوير والإنتاج والصيانة والتصدير للصناعات الأمنية [العسكرية] والمدنية على امتداد سنوات قيام الدولة.
•لقد تبدل وجه التعليم التكنولوجي - المهني على مر السنين وأضحى اليوم تعليماً يسمح بنيل شهادات وإجازات مهنية فضلاً عن شهادة "البغروت" [الثانوية العامة]، ويتضمن الحصول على خبرة عملية وتجريبية في مصانع وورش عمل تكنولوجية متطورة كجزء من المناهج الدراسية، والغاية من ذلك ملاءمة وربط نظام التعليم بسوق العمل في عالم الغد.
•ونظام التعليم يتيح لجميع الطلاب، المتميزين وغير المتميزين، وحتى الذين لم ينجحوا في السابق في نظام التعليم النظري [الأكاديمي]، تحديد مسار بديل يمنحهم مهنةً علاوة على التعليم النظامي المعتاد، [مهنةً] تفتح أمام كل واحد منهم أفق عمل مستقبلياً.
•لذلك ومن دون أدنى شك، ثمة أهمية وطنية بالغة وأساسية لمواصلة العمل من أجل زيادة عدد الطلاب في [مساقات] التعليم التكنولوجي، سواء بالنسبة لمستقبل خريجي نظام التعليم أو بالنسبة لمصلحة الاقتصاد [المحلي] والصناعة الإسرائيلية.