من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في 6 أيلول/سبتمبر2007، قبل عشر سنوات، وقع هجوم غريب غامض في شمال شرق سورية. رئيس الولايات المتحدة آنذاك جورج بوش الإبن، ومجموعة من كبار المسؤولين في إدارته، ووسائل إعلام عديدة في العالم، عملياً جميع المصادر الممكنة، باستثناء وسائل الإعلام الإسرائيلية التي امتنعت عن الحديث عن الأمر، قالوا في وقت لاحق إن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي هي التي هاجمت ودمرت منِشأة نووية أقامتها كوريا الشمالية لصالح نظام الأسد.
•إن هذه المناورة الكبيرة التي يجريها الجيش الإسرائيلي في القيادة الشمالية، والتي ستستمر لمدة أسبوع ونصف الأسبوع بدءاً من يوم الثلاثاء، تعكس عدداً من التغيرات التي طرأت على حدود إسرائيل الشمالية في العقد الذي مضى منذ ذلك الحين. لقد وقع القصف في سورية بعد مرور عام على خيبة الأمل التي تسبب بها أداء الجيش الإسرائيلي في مواجهة حزب الله في حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]. في تلك الفترة اعتبرت إسرائيل سورية عدواً فعلياً.
•الواقع الاستراتيجي في سنة 2017 مختلف تماماً: لقد انسحق الجيش السوري كليّة تقريباً جراء ست سنوات ونصف السنة من الحرب الأهلية، وحزب الله الآن هو العدو الأساسي ولبنان هو ساحة القتال المركزية التي تثير قلق إسرائيل. حالياً تعتبر سورية جبهة ثانوية من المحتمل أن تندمج في حرب مستقبلية مع حزب الله، في ظروف معينة (مثل نشاط إيراني متزايد على طول الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان)، وربما تسرّع في نشوبها.
•إن هذه المناورة على مستوى فيلق هي الأولى من نوعها منذ 19 عاماً. فقد ألغت رئاسة الأركان عشية حرب لبنان الثانية الفيالق، بحجة أنها قيادة عفا عليها الزمن وليس هناك حاجة إليها، ولكنها عادت إلى إقامتها بسرعة فور انتهاء الحرب. وسيشارك في المناورة عشرات آلاف الجنود النظاميين والاحتياطيين، لكن الأهم هو تدريب الأطر والوحدات (عشرات الألوية) وخاصة تدريب القادة، من قادة سرية وما فوق.
•إن الهدف من التدريب الذي وضع لقائد الفيلق الشمالي، اللواء تامير هايمن، هو تحقيق الانتصار على حزب الله. وهذه المرة لم نسمع كلاماً عن إلحاق ضرر كبير بحزب الله، وردعه، أو حرمانه من الرغبة في القتال حتى الجولة المقبلة من الضربات. وهذا تطور إيجابي: من الأفضل أن يتحدث الجيش بوضوح، مع الداخل والخارج. لكن يجب التعامل مع هذا الكلام بحذر مناسب. من الأسهل الإعلان عن انتصار في تدريب من الانتصار في حرب، لكن الاتجاه الذي تتطور نحوه الأمور في الاختبار الحقيقي مرتبط إلى حد كبير بالحوار بين رئاسة الأركان والمستوى السياسي. فالمجلس الوزاري المصغر والحكومة، كما اتضح جيداً في جميع المعارك الأخيرة في لبنان وغزة، لا يتحمسان لأجل وضع أهداف تفصيلية أو طموحة. وفي حالات كثيرة اضطرت قيادة الأركان العامة إلى تحديد أهداف المعركة من التأويلات المبدعة للتوجيهات العامة جداً التي كانت تصل إليها من فوق. وكان هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي كانت وراء قرار رئيس الأركان غادي أيزنكوت نشر وثيقة استراتيجية الجيش الإسرائيلي قبل عامين، والتي ناقشت للمرة الأولى علناً هذه المسائل. هذه المرة على الأقل سيكلف معظم وزراء المجلس الوزاري أنفسهم عناء زيارة التدريبات، بعد غياب معظمهم عن إجراء المناورة الأخيرة التي أجرتها هيئة الأركان العامة قبل سنة.
•حزب الله على علم باستعدادات الجيش للمناورة، ومن المتوقع أن يحاول بقدر استطاعته فك أسرار خطط إسرائيل ومعرفة قدرتها. وعلى الرغم من رسائل التهدئة التي ارسلتها إسرائيل ومن التوضيحات بأن ما يجري هو مناورة فقط، فإنه من المعقول أن يرتفع مستوى التوتر الإقليمي طوال الأيام العشرة المقبلة. وستحاول إسرائيل استغلال المناورة كي تبعث برسالة رادعة مفادها أنه على الرغم من التحسن الذي طرأ على قدرة حزب الله في الـ11 عاماً الأخيرة، فإن القفزة في قدرات الجيش، جواً، وفي الاستخبارات، وتكنولوجياً، ومؤخراً في التدريب البري أيضاً وفقاً لادعائه، هي، أكبر بكثير. وإذا أخطأ حزب الله واعتقد أن إنجازاته في الحرب في سورية تمكنه من النجاح أيضاً ضد الجيش الإسرائيلي، فإنه سيدفع ثمناً باهظاً لذلك.
•في خلفية المناورة، توجد التغيرات الدراماتيكية في الواقع الإقليمي. الحرب السورية ما تزال بعيدة عن الانتهاء، لكن نظام الأسد أُنقذ من الهزيمة بفضل التدخل الروسي والإيراني، وبمساعدة كثيفة من حزب الله، الذي كبح تقدم المتمردين في الأشهر الأخيرة، واستعاد أيضاً مناطق مهمة.
•ما تزال أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تجد صعوبة في تقدير كيف ستتصرف روسيا إذا وقعت حرب مع حزب الله. فسورية وموسكو وحزب الله هم اليوم في نفس المعسكر المؤيد لنظام الأسد، لكن الروس يحافظون على قناة مفتوحة ووديّة جداً مع إسرائيل. في زمن الحرب، من المحتمل أن تحاول روسيا ردع إسرائيل عن مواصلة ضرب حزب الله، لكن في الوقت عينه من المحتمل أن يكون الروس تحديداً (في واقع يتضاءل فيه التدخل الإقليمي للولايات المتحدة) هم الذين سيقدمون مخرجاً سياسياً من الأزمة.
•في الأسابيع الأخيرة نُشرت تقارير، ظهرت للمرة الأولى في آذار/مارس هذه السنة، عن الجهد الذي تبذله إيران وحزب الله لإقامة مصانع لإنتاج صواريخ دقيقة في لبنان. إن قرب هذه المنتجات من المصنّع إلى المستهلك يثير قلق إسرائيل، لكن يبدو أنه كان هناك تضخيم معين في وصف فوريّة التهديد.
•حتى الآن ردع التحذير الإسرائيلي الإيرانيين. وسيكون لزاماً على إسرائيل أن تواصل الجمع بين بيانات علنية وبين ضغط سياسي، وعند الضرورة القيام بعمليات إحباط "من تحت الرادار" لمواصلة استبعاد تحقق هذا الخطر.