•اللقاء بين رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس الروسي بوتين لم يكن أمراً مفروغاً منه. فالباب المفتوح للزعيم الروسي أمام الزعيم الإسرائيلي هو ميزة كبيرة لصالحنا، أتاحت لإسرائيل عرض موقفها في السنوات الأخيرة، وأيضاً إقناع الكرملين بتغيير قرارات (خاصة بشأن حصول إيران على سلاح من إنتاج روسي). لكن عندما يتعلق الأمر بموضوع مهم مثل مستقبل سورية على خلفية وقف إطلاق النار المتوقع، والهدوء المرتقب، فإن هذه قصة مختلفة.
•إن المصلحة الإسرائيلية هي منع وجود دائم لإيران وحزب الله في سورية. فمثل هذا الوجود يمكن أن يجعل من الصعب علينا إحباط تهريب سلاح إلى حزب الله، وسيضيّق خطواتنا في الحالات التي يتضح فيها أن علينا ان نتحرك في سورية بوسائل عسكرية.
•ومن أجل إقناع روسيا بالتعهد بعدم استيطان هذه الأطراف في سورية بعد توقف المعارك، يجب أن نشرح لها بأن هذا من مصلحتها. لكن حتى بعد الاجتماع [بين نتنياهو وبوتين] لم يغير الكرملين رأيه بشأن كون إيران عنصر استقرار في سورية، ومعنى هذا أنه ليس في نيته اقتلاعها من هناك.
•في العلاقات التاريخية بيننا وبين الإدارات الأميركية في الماضي، كان الجهد الإسرائيلي موجهاً نحو الإقناع بأن وضعاً ما أو خطوة ما يشكلان خطراً علينا. لم تكن دائماً حججنا مقبولة، لكن عندما كانت الولايات المتحدة تقتنع بأن المقصود هو مصلحة إسرائيلية حيوية، فإنها كانت تتحرك لصالحنا، أو تمنحنا ضوءاً أخضر كي نتحرك بأنفسنا.
•ومع كل الأهمية للعلاقة الجيدة مع الزعامة الروسية، فإن هذه العلاقات ليست بديلاً، وهي أيضاً لا تشبه أبداً العلاقات بيننا وبين الولايات المتحدة. إن إدارة الرئيس ترامب تريد التحرر مما يجري في سورية، وهي مستعدة للتوصل مع روسيا إلى تفاهمات ترى دولة إسرائيل أنها تعرضها للخطر.
•لا تستطيع أميركا تجاهل المشكلة الإسرائيلية، والأدوات التي لديها ما تزال أدوات الدولة العظمى الوحيدة الأقوى في العالم. ومسألة وجود إيران وحزب الله في سورية يجب أن تؤخذ في الاعتبار في أي اتفاق يجري التوصل إليه بشأن مستقبل سورية.
•ستكون هذه النقطة موضع اختبار أيضاً بالنسبة إلى "الحلف الجديد" بين إسرائيل ودول عربية براغماتية: مصر والسعودية والأردن، وكذلك دول أخرى في الخليج وفي شمال أفريقيا يقلقها التمدد الإيراني. ويجب أن تأخذ المطالبة من الولايات المتحدة شكل توجه مشترك من جانب هذه الدول ومن جانب إسرائيل، مع شرح الخطر الذي ينطوي عليه هذا التمدد الإيراني في سورية على استقرار الشرق الأوسط.
•وبدلاً من التهديد بأن الولايات المتحدة ستعلن في المرة المقبلة أن إيران لم تلتزم بتعهداتها في إطار الاتفاق بينها وبين الدول الست في ما يتعلق بتجميد التطوير النووي، من الأفضل للإدارة الأميركية الإصرار على عدم تحويل إيران سورية إلى دولة واقعة تحت وصايتها، وعدم تحويل جنودها أو جنود الحرس الثوري دمشق إلى ساحة خلفية لدولة آيات الله.