لماذا أرفض التجند في الجيش الإسرائيلي
المصدر
الضفة اليسارية
المؤلف

•أدعى هداس طال، وانا في الـ18 من العمر. انهيت الآن دراستي الثانوية، وفي تاريخ السابع من آب/أغسطس، موعد التحاقي بالخدمة الالزامية، أنوي رفض التجند، وبسبب ذلك سأدخل السجن لفترة طويلة.

•خلال السنوات الست الأخيرة سكنت في عيمق يزرعئيل [مرج بن عامر] وتعلمت في ثانوية هعميق  الغربي المعروفة بنسب عالية من التجند، وتبذل جهداً كبيراً في تشجيع تلامذتها "لخدمات مهمة" في الجيش. لكن والدتي علمتني أن أكون نقدية حيال كل شي. لدي أخت توأم هي حرة في أن تفعل ما تشاء. أنا قررت رفض الخدمة وهي قررت التجند في الاستخبارات. لكل واحدة منا طريق وحقيقة خاصة بها، ونحن نقبل كلا الأمرين من دون شروط.

•حتى الصف العاشر لم أكن أعرف بوجود احتلال. عثرت على خريطة رسمتها في الصف التاسع - لا تظهر فيها المناطق المحتلة، تظهر فقط منطقة خالية. لكن في الصف العاشر بدأت في اكتساب وعي سياسي. قرأت كتابات في "حديث محلي" [مجلة إلكترونية نقدية للدفاع عن الديمقراطية]، وشهادات "لنكسر الصمت" [منظمة معارضة نشرت شهادات جنود إسرائيليين  عن الانتهاكات التي ارتكبت ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة]، وبعض ما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعرفت على الواقع الذي لم أكن اعرفه: الاحتلال. تعرفت على عجز سكان يسيطر عليهم جنود. جنود لا يتحدثون لغتك يستطيعون الدخول إلى منزل عائلتك في منتصف الليل وكأن ذلك أمر عادي. ومنذ كنت في الصف الحادي عشر علمت أنني سأرفض التجند.

•أرفض التجند لأنني ضد نظام يحرص على مصالح مجموعة ضئيلة وليس على مصالح سكان إسرائيل. نظام يشكل الجيش أحد أذرعته الأساسية المدمرة والأكثر عنفاً. نظام مهمته المركزية المحافظة على الاحتلال. 

•أرفض لأن الخدمة في الجيش في نظري هي اذعان وتجاهل ومواصلة وتيرة الحياة العادية، بينما تنفذ المؤسسة العسكرية سياسة حكومية للاحتلال مستمرة منذ أكثر من 50 عاماً.  احتلال يحرم ملايين الأشخاص من  حقوق الإنسان الأساسية، سكان هم ببساطة غير موجودين في الوعي الإسرائيلي. احتلال يستخدم العنف كحل على المدى القصير والمدى الطويل. لكن حل المشكلات بواسطة العنف لا يجدي بل يؤدي إلى المزيد من الكراهية والعنف. أي مجتمع نكون إذا كنا نحل المشكلات بواسطة القوة والظلم والتفوق والسيطرة؟

•أرفض التجند على الرغم من معرفتي بأن هذا الرفض لن يؤدي إلى انهيار الاحتلال أو النظام الرأسمالي. أرفض لأنه من المهم بالنسبة لي ألا أسمح لهذا النظام الاستمرار من دون مقاومة. إن الرافضين للخدمة الموجودين في السجن لم ينهوا الاحتلال الذي وقفوا ضده، لكن هناك أهمية لأفعالهم. فهم أوجدوا وعياً، وخلقوا نقاشاً، وقالوا "لا".

•أرفض القبول بالواقع كما هو. وأرفض القبول "بعدم وجود خيار". أرفض أن أكون أداة في يد السلطة. أرفض القبول بالتجند في الجيش كأمر مفروغ منه. لماذا اتجند وأساهم في جيش يلحق الضرر بالمجتمع الإسرائيلي وبالمجتمع البشري وبالطبيعة؟

•إن زعماء الدولة ومتخذي القرارت فيها يخدعون وينهبون ويخربون ويستغلون، من دون أي اعتبار لسلامة مواطنيهم ومستقبلهم. إن تحمل المسؤولية تجاه المجتمع الإسرائيلي يفرض عدم التعاون مع هذا النظام الفاسد من أساسه، بل انتقاده ومعارضته وعدم الاستمرار في حلقة العنف والكراهية. 

 

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2677