من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•خلال ولاية وزراء التربية جدعون ساعر وشاي بيرون ونفتالي بينت، في السنوات 2012 -2016، زادت وزارة التربية [والتعليم الإسرائيلية] ميزانية تلاميذ المدارس الثانوية الدينية اليهودية بنسبة كبيرة قياساً لسائر القطاعات، فبلغت ذروة مقدارها 33 ألف شيكل [9240 دولار] في السنة لكل تلميذ. وهذا المبلغ أكبر ﺒ 22% من الميزانية المخصصة لتلاميذ المدارس الثانوية الحكومية [اليهود]، وأكبر ﺒ 67% من الميزانية المخصصة لتلاميذ المدارس الثانوية الحكومية العرب- هذا ما يستخلص من معطيات جمعتها وزارة التربية [والتعليم الإسرائيلية]. ويوضح تحليل معطيات الوزارة كيف جرى توزيع زيادة مخصصات الميزانية.
•اللامساواة في توزيع ميزانيات المدارس الثانوية في إسرائيل التي جرى الكشف عنها منذ العام 2013 في تحقيق نشرته "ذي ماركر"، آخذة بالتفاقم بشكل لافت في كل عام، بما في ذلك معطيات العام 2016.
•مع ذلك، وللمرة الأولى، شرعت وزارة التربية في درس تطبيق خطة معاملة تفضيلية في منح مخصصات الميزانية (differential budgeting) بالنسبة للمدارس الثانوية.
•في العام 2012 لوحظت فجوات بين تلاميذ الثانويات في جهاز التعليم. ومنذ ذلك العام زيدت الميزانية التي منحت لكل تلميذ ثانوي [يهودي] متدين- وكانت أصلاً كبيرة نسبياً - بنسبة 27% قياساً لسائر قطاعات جهاز التعليم، ومن جراء ذلك اتسعت فجوات الميزانية بشكل ملحوظ. وفي تلك الفترة، ارتفع متوسط ميزانية تلاميذ الثانويات الحكومية [اليهودية] بنسبة 19% فقط فبلغ 27 ألف شيكل في السنة [لكل تلميذ]، في حين أن متوسط الميزانية الممنوحة لكل تلميذ عربي في ثانوية حكومية ارتفع في تلك الفترة بنسبة مشابهة تقريبا (20,5%) والآن هو نحو 20,8 ألف شيكل في السنة. ويتلقى تلاميذ المدارس الثانوية العرب أدنى ميزانية في جهاز التعليم الحكومي اليوم. تلاميذ المدارس الثانوية الدينية [اليهود] "الحريديم" لا يدرسون في جهاز التعليم الحكومي، وهم يتلقون نحو 20 ألف شيكل في السنة [لكل تلميذ].
•الفجوات في الإنجاز العلمي في جهاز التعليم في إسرائيل هي الأكبر بين [دول] العالم المتقدمة، ومن أكبرها في 70 دولة خضعت لاختبارات PISA ("البرنامج الدولي لتقييم الطلبة") [وفق معايير وضعتها "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" OECD]، وأسلوب رصد الميزانيات من قبل وزارة التربية هو أحد الأسباب الرئيسية في تلك النتيجة. والفجوات في الإنجاز العلمي من شأنها أن تقوي الاستقطاب في المجتمع - بين إسرائيليين يندمجون في الاقتصاد وسوق العمل الحديثة وأولئك الذين يخرجون من جهاز التعليم من دون امتلاك الأدوات الضرورية لاندماج كهذا. وهي تبين عجز وزارة التربية عن تشجيع الحراك [في هرم التدرج ] الاجتماعي.
•وتبرز هذه الفجوات أساساً على خلفية الأوضاع الاقتصادية المتدنية للتلاميذ العرب قياساً بالتلاميذ اليهود.
نحو 40% من تلاميذ الثانويات اليهود هم من خلفية اقتصادية متينة بنوع خاص (الخمس الأعلى من السكان بحسب مدخول الأسرة). وفي مقابل ذلك، 1% فقط من تلاميذ الثانويات العرب يأتون من خلفية اقتصادية مماثلة، في حين أن 65% منهم يأتون من الخلفية الاقتصادية الأضعف (الخمس الأدنى من السكان بحسب مدخول الأسرة).
•وطريقة رصد ميزانيات المدارس الثانوية المعتمدة من قبل وزارة التربية، تؤذي تلاميذ الشرائح الاجتماعية الأضعف ولا تتيح تقدمهم.
•وبقدر ما ترتفع الميزانية التي تمنحها وزارة التربية لكل تلميذ في المدارس الثانوية، يمكن زيادة ساعات التدريس أو توفير أساتذة ذوي معرفة وخبرة، واقتراح مقررات دراسية أكثر تطوراً وتوفير خدمات أفضل مثل مختبرات ومكتبة. والمدارس التي لا تقدم مثل هذه الخدمات لا تحصل على ميزانية إضافية، وقد تبقى عالقة بميزانيات متدنية.
ميزانية تفضيلية فقط في الوسط اليهودي
•وفق معطيات وزارة التربية، تلميذ مدرسة ثانوية من الخلفية الاقتصادية الأضعف يتلقى بالمعدل الوسطي ميزانية مماثلة لتلك التي يتلقاها تلميذ من الخلفية الاقتصادية الأمتن (نحو 24 ألف شيكل)، وسائر التلاميذ الآتين من خلفية اقتصادية متوسطة يتلقون ميزانيات أعلى. ولكن في الأعوام الأخيرة تغيّر الوضع: زادت وزارة التربية ميزانيات تلاميذ الثانويات من خلفية اقتصادية متينة بنسبة 22%، وميزانيات التلاميذ من خلفية اقتصادية ضعيفة بنسبة 14% فقط.
•تدرس وزارة التربية تطبيق معاملة تفضيلية في منح مخصصات الميزانية (differential budgeting) للمدارس الثانوية، وجرى بالفعل في بعض الحالات تخصيص ميزانيات أعلى لتجمعات سكنية وأحياء ضعيفة [في الضواحي]، يتلقى فيها التلاميذ ميزانيات أعلى بنسبة 50% من تجمعات سكانية متينة اقتصادياً - لكن هذا الأسلوب مطبق فقط على تلاميذ يهود.
•يحصل تلميذ عربي من الخلفية الاقتصادية الأضعف، على ميزانية أدنى بشكل ملحوظ من تلميذ يهودي من خلفية اقتصادية مشابهة - 21,3 ألف شيكل في السنة لكل تلميذ عربي في مقابل 35,6 ألف شيكل (أكثر بنسبة 67%) لكل تلميذ يهودي. ويتلقى تلميذ يهودي من خلفية اجتماعية متوسطة ميزانية أعلى بنسبة 35% من تلميذ عربي من الخلفية الاجتماعية الأضعف وحتى من تلميذ عربي من خلفية اقتصادية مشابهة. وعندما ندقق في المعدل الوسطي لدى التلاميذ اليهود فقط، نجد أن الفجوات ضيقة بشكل ملحوظ، مقارنة بالمعدل الوسطي لدى مجموع التلاميذ الذي يشمل العرب.