تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.
•مثل رئيس الموساد يوسي كوهين في 13 آب/أغسطس أمام وزراء الحكومة وعرض أمامهم تقريراً عن الخطر الإيراني. وحذر من التطور المركزي الجاري اليوم في الشرق الأوسط، الذي هو توسع نفوذ إيران بواسطة قوات إيرانية ومنظمات محلية تدور في فلكها تتمركز في سورية ولبنان والعراق واليمن.
•ليست إسرائيل وحدها قلقة من طموحات إيران التوسعية، فالدولة الثانية التي تشاطرها هذا القلق هي الأردن. فقد سبق أن أشار عبد الله ملك الأردن في خطابه الشهير العائد إلى كانون الأول/ديسمبر 2004 إلى نية إيران تأسيس هلال شيعي يمتد من العراق إلى سورية ولبنان. وقال أيضاً رئيس الأركان الأردني الجنرال محمد عبد الرحيم فريحات مؤخراً في مقابلة مع قناة تلفزيون "بي بي سي" إن طهران تسعى إلى إنشاء شريط بري هدفه التواصل مع لبنان من طريق سورية والعراق. ويتخوف الأردن كثيراً من تقدم الميليشيات الشيعية "الحشد الشعبي" الخاضعة لإيران في اتجاه منطقة تلعفر غربي الموصل في العراق.
•تلعفر مهمة جداً بسبب موقعها الجغرافي الذي حولها إلى محطة مهمة تؤمن استمرار وصول المساعدة اللوجستية والقوة البشرية من إيران إلى سورية ولبنان. وتنتشر الميليشيات الشيعية التي تسمى "الحشد الشعبي" في سورية أيضاً، وشاركت إحدى هذه الميليشيات المسماة "النجباء" في معركة حلب إلى جانب الجيش السوري التابع لبشار الأسد، وبدأت أيضاً بالتمركز في منطقة السويداء في جنوب سورية.
•لقد فشلت جهود أطراف مختلفة في الغرب كما في الأردن لوقف الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، وقام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بزيارة إلى العراق لمحاولة وقف سيطرة الميليشيات الشيعية على حدود سورية والعراق، لكن من دون أن ينجح في ذلك. ويبدو أن هذه الميليشيات تستعد لخوض معركة للسيطرة على تلعفر الواقعة حالياً تحت سيطرة تنظيم داعش.
•في الأشهر الأخيرة تحولت عمان عاصمة الأردن إلى ساحة لنشاطات إقليمية ودولية من أجل تنسيق وقف إطلاق النار في سورية ومحاربة التنظيمات الجهادية وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة. لكن مصالح الدولتين العظميين روسيا والولايات المتحدة لا تتطابق بالضرورة مع مصالح إسرائيل والأردن. إن الهدف من النشاط السياسي والأمني في عمان عاصمة الأردن هو تجفيف المساعدة العسكرية للتنظيمات التي تقاتل في سورية، وتعمل السعودية أيضاً من هناك وهي تحاول توحيد فصائل المعارضة السورية باستثناء تلك المدعومة من قطر التي تعمل للحؤول دون إمكانية تحقيق تسوية سياسية في سورية.
•بعد الأزمة مع دول عربية اقتربت قطر مؤخراً من إيران. الموقف الإسرائيلي هو أن إسرائيل تعارض معارضة شديدة تمركز إيران والمنظمات الدائرة في فلكها في الأماكن التي هُزم فيها تنظيم داعش وجبهة النصرة في سورية، وكذلك دخول الميليشيات الشيعية وحزب الله إلى هذه الأماكن، التي تعتبر عنصراً أكثر خطورة ليس بالنسبة إلى إسرائيل فقط.
•ترغب إيران في تحويل مناطق في سورية إلى قاعدة لشن هجمات ضد إسرائيل وللتحضير لإمكانية شن هجمات ليس من أراضي لبنان فقط بل من أراضي سورية أيضاً، على سبيل المثال من هضبة الجولان. لقد فشلت إسرائيل حتى الآن في طلبها من الولايات المتحدة ومن روسيا ربط كل وقف اطلاق للنار يتم التوصل إليه في سورية، بتدخل من الدول العظمى، بانسحاب الميليشيات الشيعية من المناطق التي طُردت منها التنظيمات الإرهابية الجهادية، والتي تتدفق إليها هذه الميليشيات بأعداد كبيرة للسيطرة عليها.
•إن العالم العربي المنقسم والمشرذم غير مؤهل لأن يتوحد ضد الخطر الإيراني. وليس هناك موقف عربي موحد ضد خطة التوسع الإيراني، وقد صدّعت الأزمة الناشبة بين دول عربية وقطر توحيد هذه الدول، وعلى رأسها السعودية، ضد اتجاهات التوسع الإيراني.
•إن المشكلة الكبرى لإسرائيل وللدول العربية هي سيطرة الميليشيات الشيعية الموالية لإيران والمدعومة منها بالمال وبالسلاح على المناطق التي انهزم فيها داعش وجبهة النصرة. وكما تبدو عليه الأمور حالياً، لم تنجح إسرائيل والدول السنية في كبح هذا الاتجاه الذي يؤسس لسيطرة إيران في سورية والعراق. وإذا نجحت إيران في مهمتها، فإن هذا سيزيد من شهيتها وإصرارها على تصدير أفكار الثورة الخمينية، وستتحول أراضي العراق وسورية إلى قواعد إضافية لإيران الشيعية في صراعها ضد الدول السنية، ومن الممكن أن ينزلق الشرق الأوسط إلى حروب إضافية بين الشيعة والسنة، مثلما يحدث اليوم في اليمن حيث تدعم إيران المتمردين الحوثيين بالسلاح والمال.