المشكلة في قرار نتنياهو إزالة البوابات الإلكترونية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•لا تكمن المشكلة فقط في الخضوع وإزالة البوابات الإلكترونية، فهي بدأت قبل ذلك وظهرت في الضعف الذي رافق وضع تلك البوابات. لقد كان الرد الإسرائيلي على مقتل شرطيين في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] ضعيفاً جداً ومذعوراً، بحيث لم يكن هناك أدنى شك في أن حركة المعارضة من جانب العرب وموظفي الأوقاف ستؤدي إلى خضوع دولة إسرائيل التي منذ 1967 وحتى اليوم يبدو تصرفها في الحرم القدسي كالريشة في مهب الريح.

•نتنياهو ليس أول رئيس حكومة يقود خطاً ضعيفاً في مواجهة التيارات الإسلامية القوية التي تسيطر على المكان المقدس لليهود في الحرم القدسي بيد قوية. فقد وقف رؤساء حكومة سابقون جامدين إزاء تهديدات من جانب تركيا والأردن والسعودية عندما فقط بدأ هؤلاء في ترميم جسر المغاربة المهدد بالسقوط، وكذلك عندما عمل موظفو الأوقاف من دون كلل على إخراج بقايا هيكلنا من خلال حفريات مكثفة من دون أن يزعجهم أحد. لقد كان إيهود أولمرت هو مَن خضع للأتراك ومنحهم مكانة مراقبين عندما أرادت إسرائيل تدعيم أسس الجسر الوحيد الذي يؤدي إلى الحرم، والذي يستخدمه اليهود.

•لكن بخلاف رؤساء الحكومة السابقين، فإن الخطوة التي قادها نتنياهو أول من أمس في المجلس الوزاري المصغر موجهة بصورة مباشرة ضد قاعدته السياسية. وتظهر أرقام الاستطلاع الذي أجرته القناة الثانية أن نحو 77% من الجمهور يعتقد أن تفكيك البوابات الإلكترونية خضوع، و67% يقولون إن أداء نتنياهو لم يكن جيداً، في حين يرى 68% أن القرار الأصلي المتعلق بوضع البوابات كان قراراً صحيحاً على الرغم من صراخ اليسار. ولا حاجة إلى تخمين الأجواء وسط جمهور اليمين وناخبي الليكود وحزب البيت اليهودي الذين يتوجه إليهم نتنياهو. ومن دون أن تكون مستشار استطلاعات مختصاً، فيمكن التقدير أن الأرقام تقترب من مئة في المئة على كل هذه الأسئلة. وهنا تحديداً تكمن مشكلة رئيس الحكومة.

•إن الحرم القدسي ليس "برميلاً من البارود" كما يبالغ معسكر اليسار في وصفه، والجهود الضخمة التي بذلها زعماء إسلاميون في القدس لتحويل الحرم إلى برميل من البارود في الأسبوع الماضي لم تنجح فعلاً، لكن الحرم مكان يكسر الأرقام القياسية للمشاعر لدى الجمهور اليهودي، مهما كانت الاختلافات في الرأي داخله، وعلى هذا اللغم تحديداً سار المجلس الوزاري المصغر بالأمس في قراره. لقد شدد حكماؤنا كثيراً على ضرورة المحافظة على "كبرياء يعقوب"، أي كرامة شعب إسرائيل كشرط للصمود في المعركة مع الشعوب التي تسعى إلى إيذائه. بالأمس تصدّعت هذه الكرامة أمام أعين الكاميرات الأمنية.