البوابات الإلكترونية لن تنقذ أي إسرائيلي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG

 

•قلبي مع جنودنا ورجال الشرطة الذين سيرسلون في الأيام القريبة للدفاع بأجسادهم عن رمز من رموز السيادة الإسرائيلية الجديدة في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]: البوابات الإلكترونية. وإذا لا سمح الله قُتل شحص واحد في جولة العنف الحالية، فإن هذا لن يساوي البتة أي فائدة مرجوة من هذه البوابات. الخطر أكبر بما لا يقاس من الفائدة.

•لكن ربما من مصلحة رئيس الحكومة نتنياهو تحويل الانتباه عن التحقيقات [في صفقة الغواصات الألمانية المتورط فيها مقربون منه]. هذا هو سبب إصراره على الدخول في مواجهة مع الفلسطينيين ومع العالم الإسلامي كله، ومن دون ذلك لا يمكن تفسير هذه الحماقة.

•لن تنقذ البوابات الإلكترونية حياة إسرائيلي واحد. المهاجم الذي يريد اطلاق النار على إسرائيليين يستطيع أن يفعل ذلك في أي مكان، في الشارع الرئيسي وعلى شاطئ البحر، وفي الصف الذي ينتظر الباص، أو يستطيع أن يطلق النار على رجال الشرطة أنفسهم الذين يقفون بالقرب من الباب الإلكتروني على مدخل الحرم. وحتى لو كانت البوابات وضعت قبل يوم الجمعة الأخير، فإنها لم تكن لتمنع الهجوم المروع، فقد هاجم المخربون الشرطيين على مدخل الحرم وليس داخله. تماماً في المكان الذي وضعت فيه حالياً أجهزة كشف المعادن.

•عموماً، في داخل الحرم القدسي الشريف، وخاصة في أوقات صلاة المسلمين، لا يكون هناك وجود يهودي (وعندما يكون هناك وجود يهودي فهو دائماً برفقة رجال شرطة مسلحين)، فلماذا والحال هذه يجب على الفلسطينيين الخضوع للتفتيش قبل دخولهم إلى المكان الذي يلتقون فيه بأنفسهم، وما هو المنطق؟

•المنطق سياسي وليس أمنياً. وفي اليمين يعرفون أيضاً أن البوابات الإلكترونية هي رمز للسيادة هدفه إذلال الفلسطينيين وتذكيرهم بمن هو السيد هنا، ولهذا هم يصرون عليها.

•في مكة في السعودية توجد بوابات إلكترونية، وهناك يفتش مسلمون مسلمين. وفي حائط المبكى [حائط البراق] توجد مثل هذه البوابات يفتش فيها إسرائيليون إسرائيليين. لكن أن تقيم الشرطة الإسرائيلية مواقع يفتش فيها إسرائيليون المصلين الفلسطينيين، فهذه قصة مختلفة تماماً.

•هل يستطيع أحد أن يتصور فلسطيني يفتش يهودياً لدى دخوله إلى كنيس أو إلى حائط المبكى؟ في الحرم القدسي، بخلاف حائط المبكى، أوقات الصلاة ثابتة، ويجب خلال وقت قصير جداً على عشرات الآلاف الدخول إلى المكان. حاولوا تخيل التدافع، والتوتر، والعداء والاكتظاظ والغضب الذي ستتسبب به الحواجز كل يوم جمعة. وأيضاً في المناطق تشكل الحواجز نقاط الاحتكاك الأكثر حساسية للطرفين، ولذا يبذل الجيش كل جهده لخفض عددها إلى الحد الأدنى.

•عندما خاف الحريديم من الاصلاحات المتعلقة بالدخول إلى حائط المبكى، هددوا بإسقاط الحكومة. وعندما رأى الفلسطينيون البوابات الإلكترونية تظاهروا لمدة أربعة أيام من دون عنف ولم يهتم بذلك أحد. عندما لا تملك حق الانتخاب في الكنيست وتشكيل قوة سياسية، وعندما تكون التظاهرات هادئة ولا تحرك أحداً، فإن جزءاً من الفلسطينيين سييأس ويتوجه نحو العنف، وهذا ما يمكن الحؤول دون حدوثه.

•من المؤسف أن نعرض حياة الفلسطينيين للخطر، وحياة جنودنا ورجال الشرطة الأعزاء. حان الوقت كي نوقف هذا الجنون، وأن نتصدى للأنانية، وأن نمنع نتنياهو من التحريض على إشعال النار، وأن نطالب بإزالة البوابات الإلكترونية قبل يوم الجمعة، فهي لا تستحق أن تسيل دماء إنسان من أجلها، وهي يمكن أن تؤدي إلى خسارة أرواح لا إلى إنقاذها.