خلال اجتماع مغلق في بودابست، نتنياهو يهاجم سياسة الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط ويعترف بشنّ عشرات الهجمات على شحنات أسلحة إلى حزب الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هجوماً حادّاً على الاتحاد الأوروبي استخدم خلاله عبارات قاسية غير مألوفة بسبب معاملة الاتحاد لإسرائيل، وحث قادة دول وسط أوروبا [مجموعة دول منطقة فيسيغراد] على استخدام تأثيرهم في هذا الاتحاد للتخفيف من الشروط التي يضعها لتعزيز علاقات دوله الثنائية مع إسرائيل.

وجاء هجوم نتنياهو هذا في اجتماع مغلق مع رؤساء حكومات دول منطقة فيسيغراد وهي هنغاريا وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا عُقد في بودابست أمس (الأربعاء) وشارك فيه رئيس الحكومة الهنغارية فيكتور أوربان، ورئيس الحكومة التشيكية بوهوسلاف سوبوتكا، ورئيسة الحكومة البولندية بياتا سيدلو، ورئيس الحكومة السلوفاكية روبرت فيتسو، وتم بث محتواه من طريق الخطأ للصحافيين خارج الغرفة.

وقال نتنياهو إن الحفاظ على أمن أوروبا ومستقبلها الاقتصادي يتطلب سياسة مغايرة تجاه إسرائيل، وحث قادة هنغاريا وسلوفاكيا وتشيكيا وبولندا على إغلاق حدود بلادهم أمام اللاجئين من أفريقيا والعالم العربي، وأشاد بموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوي إزاء إيران وسورية.

وأضاف نتنياهو قبل أن ينتبه المسؤولون إلى أن الصحافيين يسمعون محادثتهم المغلقة، أن الاتحاد الأوروبي هو المنظمة الدولية الوحيدة في العالم التي تشترط في علاقاتها مع إسرائيل التي تنتج التكنولوجيا في كل المجالات، إحراز تقدم في العملية السلمية مع الفلسطينيين، ووصف ذلك بأنه جنون. وأشار إلى أن الصين وروسيا والهند تربطها علاقات خاصة مع إسرائيل لا تتوقف على تقدّم العملية السلمية، وأوضح أنه أجرى محادثات مع قادة هذه الدول قالوا فيها إنهم معنيون بما لدى إسرائيل لتقدمه لهم متجاهلين القضية العالقة مع الفلسطينيين.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل تعتبر الدولة الغربية الوحيدة التي تدافع عن القيم والمصالح الأوروبية وتمنع هجرة جماعية أخرى إلى أوروبا. وقال: "نحن نشكل جزءاً من الثقافة الأوروبية. وتنتهي أوروبا في إسرائيل، فهي لا تصل إلى المناطق الواقعة شرقي الدولة".

وتطرّق رئيس الحكومة إلى الوضع الجيو- سياسي في الشرق الأوسط، فقال إنه كانت لإسرائيل مشكلة كبيرة مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وسياساتها المترددة تجاه إيران وسورية، وهي تشعر الآن بارتياح أكبر مع خليفته ترامب.

وقال "أعتقد أن الأمر مختلف الآن. وهناك موقف أكثر قوة إزاء إيران. كما أن الولايات المتحدة تقوم بشنّ هجمات بالقنابل في سورية، وهذا أمر ايجابي. أعتقد أن الوضع جيّد في ما يتعلق بداعش لكن ليس على ما يرام حيال إيران".

وأوضح نتنياهو أن إسرائيل لديها علاقات جيدة مع الدول العربيّة، وقال إن الكثير من زعماء الدول العربية يتحدثون مع إسرائيل عن التكنولوجيا وعن أمور يجري الحديث عنها هنا.

وتحدث نتنياهو عن آخر الأوضاع في سورية فقال إن إسرائيل بنت سياجاً حدودياً في منطقة الحدود مع سورية في هضبة الجولان بسبب تنظيم "داعش" وإيران، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة حاولت وما تزال تحاول إقامة جبهة إرهاب ضد إسرائيل هناك من خلال وكلائها في المنطقة.

واعترف رئيس الحكومة بأن إسرائيل شنت عشرات الهجمات ضد شحنات أسلحة وهي في طريقها إلى حزب الله في لبنان. وأضاف "أقمنا سياجاً لأننا أدركنا أن هناك مشكلة مع داعش وإيران اللتين تسعيان إلى بناء جبهة إرهابية في المنطقة. وقلت بصراحة لـ[الرئيس الروسي فلاديمير] بوتين: عندما نراهما يقومان بذلك نقوم بعملية عسكرية ضدهما. لقد قمنا بذلك عشرات المرات ولم تحدث أي مواجهة لنا مع روسيا".

وبعد هذا الاجتماع المغلق تحدث نتنياهو ونظراؤه الأربعة مع الصحافة. 

وقال نتنياهو إن تصريحاته ستكون قصيرة لأن الصحافة الإسرائيلية تلقت إحاطة شاملة عن الاجتماع. وأعرب عن اعتقاده أنه من مصلحة أوروبا موضوعياً التعاون مع إسرائيل في محاربة الإرهاب وفي التكنولوجيا من أجل المستقبل.

وكرّر نتنياهو أن الكثير من الدول العربية تدرك أن إسرائيل تخدم مصالحها، وأكد أنه حان الوقت لإجراء إعادة تقييم في أوروبا بشأن علاقاتها مع إسرائيل.