إسرائيل تعيد فتح الحرم القدسي وتضع أجهزة لكشف المعادن عند مداخله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعادت إسرائيل أمس (الأحد) فتح موقع جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] بصورة جزئية بعد أن أقدمت على إغلاقه في إثر عملية إطلاق النار التي وقعت فيه قبل يومين. وسمحت الشرطة الإسرائيلية بدخول سكان القدس المسلمين إليه. واحتجاجاً على وضع أجهزة للكشف عن المعادن على مداخل الموقع كانت إسرائيل وضعتها في السابق لكن أزالتها في وقت لاحق، لم يدخل إلى الموقع إلاّ عدد قليل نسبياً من المصلين.

وكان موقع الحرم القدسيّ مغلقاً منذ يوم الجمعة الفائت بعد أن قام ثلاثة شبان عرب من سكان مدينة أم الفحم في المثلث بفتح النار على مجموعة من أفراد الشرطة الإسرائيلية ما أسفر عن مقتل اثنين منهم. وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن مرتكبي العملية استخدموا أسلحة قاموا بإخفائها في وقت سابق في الحرم القدسي. 

وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بإغلاق موقع الحرم القدسيّ يوم الجمعة منذ نحو 50 عاماً.

وأثارت هذه الخطوة غضباً بين المصلين، وندّد بها مسؤولو السلطة الفلسطينية والهيئات الدينية والأردن ومنظمة التعاون الإسلامي.

وحثّ مسؤولو الوقف الإسلامي في الحرم القدسي المصلين على عدم المرور عبر أجهزة كشف المعادن ووصفوها بأنها انتهاك للوضع القائم في الحرم وأقاموا الصلاة بجوار الأجهزة.

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود] إن قرار وضع أجهزة كشف المعادن صدر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية الليلة قبل الماضية، على الرغم من امتناع مسؤولين في الماضي عن استخدامها خشية إثارة حفيظة الأردن الذي يعترض على أي إجراء من شأنه تغيير الوضع القائم الحساس في الموقع.

وأضاف إردان أن إعادة فتح الموقع سترافقها من الآن فصاعداً إجراءات أمنية مشددة ردّاً على حقيقة أن مرتكبي العملية يوم الجمعة نجحوا في تهريب أسلحتهم إلى داخل الموقع قبل وقوعها. وأشار إلى أن باب المغاربة فقط الذي يُستخدم لدخول الزوار اليهود والأجانب، هو الوحيد الذي  كان فيه جهاز كشف المعادن قبل يوم أمس.

كما أشار إلى أن أي تغيير في موقع الحرم القدسي يتطلب تنسيقاً مع الأردن وأطراف دولية أخرى، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن القرار بهذا الشأن يعود في النهاية إلى إسرائيل نظراً لكونها صاحبة السيادة في الحرم بغض النظر عما تعتقده الدول الأخرى. 

وقال محمود العالول نائب رئيس حركة "فتح" إن وضع أجهزة الكشف عن المعادن في الحرم القدسي خطوة غير شرعية، وأكد أن الأمن في الموقع سيُحفظ من خلال منع دخول المستوطنين وإبعاد الجنود الإسرائيليين عن الموقع.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن إسرائيل حظرت على عدد من مسؤولي الأوقاف الإسلامية التوجه إلى الحرم القدسي. وأضافت أنه خلال نهاية الأسبوع الفائت تم اعتقال عدد من المسؤولين في الأوقاف الإسلامية بسبب ما وُصف بأنه خطاب تحريضي ضد القرار الإسرائيلي القاضي بإغلاق الحرم القدسي لكن تم إطلاق سراحهم بعد التحقيق معهم.

 

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لم تقم بوضع أجهزة كشف المعادن عند جميع البوابات المؤدية إلى الحرم القدسي منذ سنة 2000 عندما تمت إزالتها بعد ضغوط أردنية. وفي سنة 2014 تبنت الشرطة الإسرائيلية خطة دعت إلى إعادة وضع الأجهزة لكن تقرّر وضعها عند بعض البوابات فقط نظراً لحساسية المسألة.