11 عاماً على حرب لبنان تموز/يوليو: الجيش الإسرائيلي وحزب الله يستعدان للجولة المقبلة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG
المؤلف

•بعد مرور 11 عاماً على حرب لبنان الثانية، يمكن أن نبدأ بوجهة نظر متفائلة ونظرة موضوعية. الاستقرار الأمني في الحدود الشمالية عالي المستوى، على الرغم من النشاطات في الجهة الأخرى من الحدود ووجود عناصر حزب الله على بعد عشرات الأمتار من أرض إسرائيل، في ما يبدو لجمع المعلومات الاستخبارية والاستعداد لجولة قتال أخرى.

•صحيح أنه تُسجل أحياناً حوادث أمنية، لكن الوضع السائد في المنطقة هو في الأساس هادئ. ومع ذلك يشار إلى أنه منذ صيف 2006، قُتل على الحدود 4 ضباط وجنود، اثنان بنيران الجيش اللبناني (في كانون الأول/ديسمبر 2013)، وآخران قتلاً في حادثة أخرى وقعت في مواجهة مع حزب الله في هار دوف [مزارع شبعا] (في كانون الثاني/يناير 2015). وعندما ننظر إلى هذه الأرقام نجدها جيدة نسبياً، فهي تتحدث عن نفسها، وإلى جانب ذلك لم يصب مدنيون إسرائيليون.

•بعد حادثة هار دوف وإطلاق الصاروخ الفتّاك المضاد للدبابات، قال مصدر أمني إن هذا الحادث كان يمكن أن يؤدي إلى فقدان السيطرة وحتى إلى مواجهة عسكرية واسعة. وأوضح المصدر أن "الحكومة الإسرائيلية كانت سترد بصورة مختلفة على الحادث لو كان عدد القتلى مرتفعاً"، وأضاف: "قرروا الرد بصورة ملائمة لأن هذه الأمور هي ما يمكن أن تؤدي إلى التصعيد."

•في إسرائيل يوجد أيضاً من يعتقد أن سلسلة حوادث أمنية على السياج الحدودي يمكن أن تخرج عن السيطرة وتؤدي إلى مواجهة بين إسرائيل وحزب الله، حتى لو لم يكن أحد من الطرفين يرغب في ذلك. في إسرائيل يريدون المحافظة على الهدوء ويحاولون تمرير هذه الرسالة إلى الطرف الثاني، على أمل أن تلقى آذاناً صاغية. وإذا لم يحدث ذلك، تقوم المؤسسة الأمنية في إعداد الأرضية، وتشرح لزعماء لبنان ومواطنيه ما الثمن الذي يمكن أن يدفعوه من جراء وقوع مواجهة عسكرية جديدة.

•جنرالات إسرائيليون كبار ظهروا في الشهر الماضي على منبر هرتسليا وعلى منابر أخرى وأرسلوا سهماً موجهاً مباشراً نحو لبنان وحزب الله. مؤخراً قال اللواء أمير إيشل قائد سلاح الجو: "أنا مقتنع أننا في الحرب في الجبهة الشمالية سنحتاج لفتح أقوى ما لدينا من نار كي نستغل الفترة الزمنية التي ستكون ممنوحة لنا.". وأضاف: "لدي اقتراح جيد لسكان لبنان، بما أن حزب الله موجود هناك، فإنهم يعرفون ماذا يوجد في منازلهم - إنها قواعد لإطلاق الصواريخ. إذا غادر هؤلاء الناس منازلهم فإنهم لن يتعرضوا للأذى".

•وعرض رئيس الاستخبارات العسكرية، هرتسي هليفي، الأعمال الاستفزازية للتنظيم الإرهابي عندما كشف شبكة مواقع المراقبة التابعة للحزب تحت غطاء منظمة بيئية محلية. وقبل ذلك طُرح موضوع الشبكة على مجلس الأمن في اطار المحاولة الإسرائيلية للكشف عن انتهاكات الاتفاقات في منطقة الحدود.

•تلاحظ المؤسسة الأمنية في إسرائيل أن التنظيم الارهابي والجيش اللبناني يتعاونان معاً تقريباً، وفي المقابل لا تحرك القوات الدولية إصبعها. ينتشر حزب الله وينشط في منطقة الحدود ويخرق القرار 1701 الذي يطالب القوات الدولية والجيش اللبناني بمنع الحزب من الاستمرار في نشاطه في جنوب لبنان، وهذا لم يحدث فعلياً.

•انضم إلى إيشل وهليفي، رئيس الأركان غادي أيزنكوت أيضاً الذي عُيّن قائداً للمنطقة الشمالية بعد حرب لبنان الثانية، والذي يعتبر المسؤول المباشر عن الهدوء الذي يسود في المنطقة بعد تنفيذه مهماته لمدة 5 سنوات.

•تطرق قائد الجيش إلى تهريب السلاح إلى التنظيم الإرهابي اللبناني، وبعد ذلك وصفه بأنه التهديد المركزي في الحلقة الأولى المحيطة بدولة إسرائيل. وقال: "نحن نراقب جنوب لبنان، ولدينا استخبارات جيدة. ونرى أن حزب الله ينتشر في 240 قرية ومدينة وبلدة، وفي كل بيت يوجد جزء من قوة الحزب". قال هذا من دون أن يضيف شيئاً، على أمل أن تُفهم الرسالة في ما وراء السياج الحدودي.

•يعتقدون في الجيش الإسرائيلي أنهم في لبنان مشغولون الآن بأنفسهم ويحاولون الإيحاء بأنهم يعملون لإرساء الاستقرار في مقابل رئيس جمهورية ورئيس حكومة توليا منصبيهما في الأشهر الأخيرة، لكن في الخلفية من الواضح أن الاستعدادات تتواصل في حزب الله للمواجهة مع إسرائيل. من الناحية السياسية، ثلثا أعضاء مجلس النواب يسيطر عليهم التنظيم الارهابي، ويقوم زعيم الحزب نصر الله بجزء مهم من عملية اتخاذ القرارات في الدولة، ولديه قدرة تأثير كبيرة على جدول الأعمال المحلي. 

•مؤخراً قال المقدم ج. ضابط الاستخبارات في فرقة لبنان في مقابلة أجرتها معه "مكور ريشون": "عندما صرح الرئيس اللبناني عشية زيارته للقاهرة بأن المقاومة (حزب الله) هي جزء لا يتجزأ من الدولة، فإن هذا كلام واضح جداً. إن رئيساً يؤيد حزب الله يشكل تحدياً". 

•يعرفون في وزارة الدفاع أنه بالإضافة إلى حزب الله، فإن لبنان مُثقل بقوات تابعة للجهاد العالمي وبمليون ونصف مليون لاجئ تقريباً جاؤوا من سورية، وفي مواجهة إسرائيل توجد فقاعة قد تنفجر في أي لحظة. خلال السنوات الخمس الأخيرة أرسل حزب الله قوات كبيرة جداً للقتال في سورية في محاولة لمساعدة نظام بشار الأسد في المعارك ضد قوات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيمات المتمردين السنة.

•قُتل في المعارك مئات المقاتلين، لكن في المقابل اكتسب الحزب قدرة قتالية عسكرية لم يكن يملكها من قبل، بالإضافة إلى خبرة عملية في ميدان القتال. هذا بالإضافة إلى تسلحه وتزوده بصواريخ ووسائل قتالية تحضيراً لمهمته الحقيقية التي تحتل المرتبة الأولى، أي إسرائيل.

•يحاول حزب الله أيضاً اثارة الاستفزاز والوعي، وقبل بضعة أشهر نظّم جولة صحافية مغطاة اعلامياً بصورة جيدة في منطقة شلومي وحانيتا في الجانب اللبناني من الحدود. وتصرف التنظيم اللبناني كما تتصرف ماكينات العلاقات العامة الإسرائيلية والتقارير عن عمليات عسكرية، وحاول تمرير رسائل وإظهار أنه موجود وأنه لم يختف بذهابه إلى أي مكان. وخلال الجولة تحدث ضابط من حزب الله أمام الكاميرات عن العوائق الجديدة في منطقة الحدود، وعن المعلومات التي لدى الحزب بشأن تحضيرات الجيش الإسرائيلي والخوف في إسرائيل من غزو ستتعرض له أراضيها.

•في المقابل، يستعدون في إسرائيل لليوم الذي تعطى فيه الأوامر للمضي إلى المعركة. وبنك الأهداف واسع وكبير جداً، ومن المتوقع أن تكون قوة الرد مختلفة حتى في بداية المعركة. وما تم فعله سابقاً يستطيع الجيش أن يقوم به حالياً خلال يومين.

•كما هو معروف اعترف نصر الله بعد الحرب أمام وسائل اعلام عربية بأنه لم يقدّر بصورة صحيحة قوة الرد الإسرائيلي، وأنه لم يكن ليعطي الأوامر بتنفيذ العملية [عملية خطف الجنود الإسرائيليين] لو عرف إلى أين ستؤدي. وقد قال قائد سلاح الجو من منبر مؤتمر هرتسليا: "ما فعلناه خلال 34 يوماً في حرب لبنان الثانية، وأنا أتحدث عن عمليات سلاح الجو، نستطيع أن نفعله اليوم خلال 48 ساعة حتى 60 ساعة، وهذه قوة هائلة".

•تجري دورات تخصصية للضباط في الاحتياط، وورش عمل استعداداً لمواجهة حرب لبنان الثالثة، ولكي تكون الحرب في المرة المقبلة مختلفة. ليس هذا فقط، فمخازن الطوارئ جاهزة وأكثر ملاءمة، والعتاد فيها جديد ومتطور، والتدريبات منتظمة وتتوالى بشكل كبير.

 

•في بداية 2018 سيزيد الجيش الإسرائيلي حجم التدريبات، وكل كتيبة ستعود إلى العمل على غرار عمل الجيش في بداية سنوات الألفين. عدة أسابيع نشاط عملاني، وعدة أسابيع تدريب. في الجولة المقبلة ستكون الحرب مختلفة تماماً.