انزلاق تبادل إطلاق النار: خطوط حمراء في الجولان
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•مع مرور 50 عاماً على حرب الأيام الستة التي أوصلت الجيش الإسرائيلي إلى هضبة الجولان، تشتعل النار مجدداً في ساحات المعارك التي قاتل فيها جنود إسرائيليون السوريين في حزيران/يونيو 1967. وتتحدث التقارير عن معارك ضارية تدور حول القنيطرة، وعن جهود للنظام السوري من أجل كبح تقدم العدو، الذي هو هذه المرة ليس إسرائيل بل المتمردون السوريون، على الطريق المؤدية إلى دمشق.

•حالياً، وبينما تقترب الحرب السورية من خط النهاية ويعزز النظام السوري بحماية روسية – إيرانية سيطرته على أجزاء واسعة من الدولة، بدأ المتمردون هجوماً في هضبة الجولان بهدف ترسيخ وتوسيع سيطرتهم في المنطقة، ومنع احتلالها من جانب ميليشيات شيعية تستخدمها إيران في الحرب في سورية. ستبدأ الدول العظمى قريباً في ترسيم خطوط فصل بين مناطق واقعة تحت سيطرة النظام السوري وأخرى واقعة تحت سيطرة المتمردين ستتحول مستقبلاً إلى مناطق محمية، لذا تسعى جميع الأطراف في سورية إلى تحسين وضعها قبل تجميد الوضع في ساحة القتال.

•تدور المعركة على المنطقة الممتدة من جنوب دمشق مروراً ببلدة القنيطرة، وصولاً إلى مدينة درعا على الحدود مع الأردن. وهذه منطقة مهمة بالنسبة للمملكة الأردنية التي تحاول إبعاد عناصر داعش عن حدودها، الموجودين في جيب يسيطرون عليه في منطقة حوض اليرموك، وبصورة خاصة تقوم بمحاولة لإبعاد إيران ووكلائها وعناصر الميليشيات الشيعية وعناصر حزب الله الذين دفعت بهم طهران إلى المعركة في سورية. ومن الواضح أن هذه هي أيضاً منطقة ذات أهمية بالنسبة إلى إسرائيل التي تقع بالقرب من منطقة المعارك.

•تدلّ المعارك التي اشتعلت في هضبة الجولان على مدى تضعضع وضع النظام السوري على الرغم من مظهر الانتصار الذي يسبغه بشار الأسد على نفسه، وعلى أن النيران يمكن أن تشتعل مجدّداً في سورية كلها. إن المعركة الدائرة في الجولان مهمة بالنسبة للنظام في دمشق وبالنسبة للمتمردين أيضاً، ومن هنا القوة النسبية لتبادل إطلاق النار وللانزلاق الذي لا يتوقف للقذائف نحو إسرائيل. ليس من مصلحة أحد في الجانب الثاني من الحدود بالتورط مع إسرائيل، لكن هناك طرفاً ما، ولا سيما بين المتمردين السوريين، ليس حذراً وليس مدرّباً بصورة كافية، ولا يهمّه توجيه النيران نحو الجانب الإسرائيلي من الحدود.

•لقد اختارت إسرائيل ضبط النفس، وردّت بصورة تلقائية على الانزلاقات التي تحدث من سورية بقصف محدود على مواقع النظام السوري. وكان هذا الرد ضرورياً لأن التغاضي عن سقوط قذائف متفرقة سيعرّض في نهاية الأمر إسرائيل إلى تبادل إطلاق نار لا يتوقف، مثلما حدث تحديداً في لبنان عندما أغمضت إسرائيل عينيها حين هرّب الإيرانيون الصاروخين الأول والثاني إلى حزب الله بحيث بلغت ترسانة الصواريخ التي يملكها حزب الله في النهاية نحو 100 ألف. وعلى الرغم من ذلك، فمن الواضح أن رد إسرائيل المضبوط والمدروس لا يضمن الهدوء في الجولان على المدى الطويل.

•إن المعارك في الجولان هي جزء من الحرب الكبرى على مستقبل سورية. حتى الآن بقيت إسرائيل خارج غرفة نقاشات الدول العظمى بشأن تقسيم سورية وتأمين مصالح اللاعبين المختلفين فيها. وفي هذه الأثناء لا تحظى مطالبة القدس بالاعتراف بوجودها في هضبة الجولان بأي تفهم، لكن الأخطر من ذلك عدم الاستجابة إلى المطالبة الإسرائيلية القاطعة بإبعاد الإيرانيين ووكلائهم ومقاتلين شيعة وعناصر حزب الله الذين جاؤوا إلى سورية.

•يتعيّن على إسرائيل أن تراقب بأعين مفتوحة ليس فقط ما يجري في هذه الساعات في منطقة القنيطرة وتبادل النار المحلي بين المتمردين وجيش بشار الأسد، بل عليها أيضاً أن تنظر إلى اليوم التالي، عندما يتم الاتفاق على ترتيبات تحدد الوضع على طول الحدود في السنوات المقبلة: هل ستكون حدوداً هادئة لكن متوترة كما كانت الحدود السورية- الإسرائيلية حتى نشوب الثورة في سورية؟ أم حدوداً متوترة مثل حدود إسرائيل مع لبنان؟ أو حدوداً يمكن لترتيبات على امتدادها تتضمن مناطق منزوعة السلاح ومناطق أمنية، أن تضمن هدوءاً تاماً لسنوات عديدة؟

•وحتى يجري الاتفاق على هذه الترتيبات، على إسرائيل رسم خطوط حمراء واضحة، لا إطلاق تصريحات من دون مضمون وأحياناً متناقضة، بل رسم خطوط واضحة يفهمها الطرف الثاني ويحترمها.

 

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2643