حان الوقت لإظهار نية حسنة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•يدخل إضراب الأسرى الأمنيين عن الطعام في يومه الأربعين مرحلة حساسة، سواء من ناحية الوضع الصحي للأسرى أم من ناحية الأجواء في الشارع الفلسطيني. فقد نُقل عشرات الأسرى إلى المستشفيات بعد تدهور حالتهم الصحية. 15 من بينهم بقوا في المستشفى. وحذّر رئيس  هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع من تعرض حياة بعض الأسرى إلى خطر حقيقي، وشدد على أن موت أحد الأسرى مسألة وقت.

•وكلما استمر الإضراب سيستمر التدهور في وضعهم ومن المحتمل أن تتخذ إسرائيل قراراً بالتغذية القسرية للأسرى، على الرغم من خطورة هذا الاستخدام ومنعه من جانب المجتمع الطبي.

•ما تزال إدارة السجون مصرة على كسر الإضراب. وقد حاولت إسرائيل إجراء محادثات مع الأسرى بصورة منفصلة في جميع السجون من أجل كسر التضامن بينهم. كما سعت إلى إهانة قيادة الإضراب وعلى رأسها مروان البرغوثي، من خلال عرض شريط التورتة. لكن هذه المحاولات لم تحقق هدفها، بل كانت لها نتيجة عكسية، إذ شدد الأسرى تصميمهم على مواصلة الإضراب حتى تحقيق مطالبهم. وهذا الأسبوع نقل كريم يونس، من أقدم أسرى حركة "فتح"، وعباس السّيد من كبار أسرى "حماس"، رسائل بهذا المعنى. إن اضراب الأسرى هو القضية التي تؤجج الشارع الفلسطيني اليوم، وتفرض جدول الأعمال السياسي أيضاً، خلال زيارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية.

•ويمكن أن نفهم من التقارير أن مطالب الأسرى تنصب على مطلبين مركزيين: تنظيم الزيارات العائلية، وتركيب خط هاتف عمومي يسمح للأسرى بالتحدث مع علائلاتهم تحت الرقابة. وهذان مطلبان إنسانيان في استطاعة إدارة السجون والشاباك توفيرهما بسهولة. ويمكن، لا بل يجب، أن يفعلا ذلك الآن قبل أن يتصاعد الوضع على الأرض، وقبل أن يدفع أشخاص حياتهم ثمناً.

 

•لقد وضحت الرسالة الإسرائيلية. لا يستطيع أحد التشكيك بقوة إسرائيل العسكرية. وفي زيارته إلى إسرائيل شهد الرئيس الأميركي عن نيّتها الصادقة بتحقيق السلام وغادر من دون أن يطلب منا شيئاً سوى إظهار نية حسنة. ويتعين على قيادة حسنة النية وذات استراتيجية بعيدة المدى أن تستوعب حقيقة أن الأسرى يشكلون قوة أساسية في الساحة الفلسطينية، وهم يملكون القدرة على التهدئة والمضي نحو تسوية والمساعدة في الدفع قدماً بخطوات سياسية. لدى بنيامين نتنياهو فرصة كي يثبت للعالم أنه قادر على القيام ببادرات سخيّة، ومنع موت وتصعيد لا لزوم له.

 

 

المزيد ضمن العدد 2620