•إن تركيز النقاش مع الولايات المتحدة حول نقل السفارة إلى القدس من الممكن أن يتضح أنه خطأ تكتيكي وجوهري. إن نقل السفارة إلى العاصمة - إذا كان هذا سيحدث - وليس هناك ما يضمن ذلك- سيجعل للأميركيين "ديناً" علينا، وستكون هناك "جباية ثمن". وعلى الرغم من الكلام المطمئن للسفير الأميركي الجديد ديفيد فريدمان الذي نُشر هذا الأسبوع في "يسرائيل هَيوم"، فإن مثل هذا القرار سيكون ثمنه باهظاً: استمرار تجميد البناء في معظم أنحاء القدس. وجرى الكشف عن أحجام هذا التجميد أول من أمس، على صفحات هذه الصحيفة.
•إن البناء في القدس أكثر أهمية من نقل السفارة إليها. فبعد سنوات من التجميد العميق للبناء، يجب أن يكون السماح به في شتى أنحاء القدس مطروحاً حالياً على رأس اهتماماتنا. من الصعب القبول بأنه خلال السنوات الثماني الماضية لم نبن في القدس لأن البيت الأبيض كان فيه رئيس "معاد" لنا، وأنه من الآن وصاعداً لن نبني في القدس لأنه يوجد في البيت الأبيض رئيس صديق لنا.
•إن السفارة مع كل أهميتها لا تعدو أن تكون رمزاً وعلماً، وطوال 69 عاماً كانت في تل أبيب، وكنا في القدس من دونها. لم يكن الوضع سيئاً، ومن الممكن أن يستمر. في المقابل، فإن واقعاً يمنع فيه البناء الحر في القدس هو أمر غير محتمل. وأيضاً في عهد ترامب، لم يسمح نتنياهو بالبناء في معاليه أدوميم، وفيE1 (المنطقة الواقعة بين معاليه أدوميم والقدس)، وفي غفعات هامتوس، وفي شمعون الصديق وفي عطيروت. ويمكن افتراض أنه لولا الموقف الأميركي البارد من معاودة البناء في هذه الأماكن، لانتهى تجميد البناء هناك.
•في الأيام الأخيرة تحدث معلقون عن "صفقة" مع الولايات المتحدة - نقل السفارة مقابل استمرار تجميد البناء في المدينة، أو كما قال السفير فريدمان بالأمس: "التوصل إلى تفاهم مع الحكومة في إسرائيل بشأن كيفية معالجة موضوع المستوطنات".
•مع مرور 50 عاماً على تحرير القدس وتوحيدها، من المنتظر أن يظهر رئيس الحكومة نتنياهو قدرة على الصمود في مواجهة الضغط الأميركي، حتى عندما يأتي هذا الضغط من صديق، وأن يقول لهذا الصديق قبل كل شيء إن ما يهمنا بالدرجة الأولى في القدس هو مواصلة البناء في جميع أنحاء المدينة من دون قيود. التصريحات وحدها لا تكفي، فالمطلوب هو أفعال قدر الممكن مع استعداد لدفع الأثمان. في النهاية، ما يجري الحديث عنه هو القدس! وقدرة الحكومة على الصمود في مواجهة من جرى تصويره قبل أشهر معدودة على أنه من أكثر الرؤساء صداقة لإسرائيل، سيجري اختبارها من خلال الأفعال وليس الكلام، ومن خلال معاودة البناء وليس من خلال الحديث عن ذلك فقط.