مصدر رفيع في حاشية نتنياهو: لم يتم التوصل بعد إلى أي تفاهم مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن موضوع البناء في مستوطنات الضفة الغربية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال مصدر رفيع في حاشية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه لم يتم التوصل بعد إلى أي تفاهم مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن موضوع البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية].

وأكد هذا المصدر في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في سنغافورة الليلة الماضية، إن كل ما جرى الاتفاق عليه بهذا الشأن خلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة الأسبوع الفائت هو تشكيل آلية مشتركة مع الأميركيين لبحث هذا الموضوع. وأشار إلى أنه من غير الواضح ما إذا سيكون من الممكن تنفيذ الاتفاق الذي سبق التوصل اليه مع مستوطني البؤرة الاستيطانية غير القانونية "عمونه" التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة بالقرب من رام الله وقامت الحكومة الإسرائيلية بإخلائها أخيراً تنفيذاً لقرار صادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا. 

وتطرّق المصدر نفسه إلى العملية السياسية، فقال إن هناك مبادرات عديدة من طرف دول عربية للتعاون مع إسرائيل في هذا المجال، غير أنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وجاءت أقوال هذا المصدر في مستهل الزيارة التي بدأ بها رئيس الحكومة نتنياهو إلى سنغافورة، وهي المحطة الأولى في جولة ستقوده أيضاً إلى أستراليا. 

وحول هذه الجولة قال المصدر إنها تهدف إلى توسيع التعاون الاقتصادي بين إسرائيل ودول أخرى في آسيا، وأشار إلى أن سنغافورة تعتبر مركزاً تجارياً مهماً في آسيا.

وأعرب عدد من الوزراء عن استيائهم مما وصفوه بأنه تراجع نتنياهو عن موضوع إقامة مستوطنة جديدة لمستوطني "عمونه". 

وأكد وزير الزراعة أوري أريئيل ["البيت اليهودي"] أن الائتلاف الحكومي سيواجه صعوبات جمّة في مواصلة عمله في حال عدم وفاء الحكومة بتعهداتها.

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، إن زيارته إلى واشنطن التي عقد خلالها اجتماعاً مع الرئيس دونالد ترامب كانت تاريخية.

وأضاف رئيس الحكومة: "إن التحالف بين البلدين كان دائماً متيناً، ولكنني قلت هناك وأقول لكم أيضاً هنا في القدس، إن هذا التحالف تعزز أكثر لسببين: أولاً، هناك علاقات شخصية طويلة تربط بيني وبين الرئيس ترامب وهي مهمة؛ ثانياً، وجود رؤية مشتركة حول المخاطر والفرص في الشرق الأوسط. فنحن متفقان حول التهديد الرئيسي والمتزايد الذي تشكله إيران وضرورة التصدي للعدوان الإيراني على الصعد المختلفة، وكذلك على إمكان القيام بمحاولة لترسيخ المصالح الإقليمية الآخذة بالتبلور بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول في المنطقة أيضاً من أجل صد إيران وكذلك من أجل تطوير فرص أخرى وتحقيق علاقات طبيعية. وفي نهاية المطاف نأمل أن يؤدي هذا أيضاً إلى تحقيق السلام. إن هذا التغيير الجذري رافق جميع مباحثاتنا كما أنه يشكل القاعدة للتفاهمات بيننا".

وأشار نتنياهو إلى أنه تم خلال الزيارة الاتفاق على تشكيل أطقم بهدف توسيع رقعة التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة في جميع المجالات الرئيسية وهي الأمن والاستخبارات والسايبر والتكنولوجيا والاقتصاد وفي مجالات كثيرة أخرى. كما جرى الاتفاق على تشكيل طاقم يبحث قضية لم يتم الاتفاق عليها سابقاً وهي قضية الاستيطان في يهودا والسامرة. 

واعتبر نتنياهو أن زيارته إلى سنغافورة وأستراليا مهمة للغاية لكونها أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلية إلى هاتين الدولتين المهمتين، وتوقع أن تتعزز العلاقات الأمنية والاقتصادية والأخرى معهما. وأكد أن حكومته تعزّز مكانة إسرائيل الدولية وهذا كان جلياً في الزيارة إلى واشنطن وفي زيارات أخرى سبقتها مثل زيارات إلى العالم الإسلامي والآن إلى القارة الأسترالية وإلى دول عظمى أخرى في آسيا. 

وعلى صعيد آخر أكد نتنياهو خلال اجتماع وزراء الليكود صباح أمس ما ذكرته صحيفة "هآرتس" حول عقد لقاء سري العام الفائت في مدينة العقبة الأردنية مع وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني [اقرأ عنه لاحقاً].

وقبل أن يغادر نتنياهو إسرائيل متوجهاً إلى سنغافورة وأستراليا أطلع أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية على نتائج زيارته للولايات المتحدة. كما تم تزويد أعضاء هذا المجلس بتفاصيل حول الآلية التي تم انشاؤها مع الإدارة الأميركية لبلورة تفاهمات بشأن مسألة البناء في المستوطنات.

وكان رئيس الحكومة عاد إلى إسرائيل من الولايات المتحدة يوم الجمعة الفائت في ختام زيارة استمرت 3 أيام. 

 

ووصف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى الصحافيين على متن الطائرة التي أقلته، هذه الزيارة بأنها ممتازة وأكد أن لإسرائيل والولايات المتحدة رؤية استراتيجية مشتركة ستؤدي إلى تعميق التعاون بينهما في جميع المجالات.