•لم يمرّ أسبوع على تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، حتى سارع إلى تحقيق أحد وعوده الانتخابية المركزية: التوقيع على مذكرة إدارية تلغي عضوية الولايات المتحدة في اتفاق التجارة التاريخي الكبير الذي يحمل اسم "الشراكة الترانس باسيفيك" (بالإنكليزية Trans Pacific Partnership، واختصاره TPP) . فهل ستؤثر هذه الخطوة سلباً أو إيجاباً على السوق الأميركية، والعالمية، والإسرائيلية؟
•يحذر ليؤر فاوست، رئيس المكتب الوطني للتجارة بالعملات الأجنبية وأسواق المال، من ازدياد عدم اليقين في الأسواق بعد هذه الخطوة ويقول: "نحن نشهد إحدى الخطوات الفعلية لترامب بعد توليه منصبه، وهي من دون شك بمثابة استمرار مباشر لحملته الانتخابية، ويجب عليّ الاعتراف بأن السرعة التي تجري فيها الأمور تضغط على الأسواق، وتزيد من مستوى التقلبات وعدم اليقين. ومن دون شك هذه ليست أنباء جيدة بالنسبة إلى الأسواق التي صارت في مكان خطر حالياً".
-ما هي السيناريوات المتوقع حدوثها في الاقتصادين الأميركي والعالمي؟
"نحن نرى هنا الطلقة الأولى لما يمكن أن يتحول إلى حرب تجارة. وكما في كل حرب من الصعب معرفة كيف ستتطور الأمور، كما أنه من الصعب تقدير هل سيؤدي هذا إلى نظام جديد، أم أننا سنشهد تدهوراً مهماً تقوم خلاله الدول المتضررة من إلغاء الاتفاق بالرد بخطوات تتخذها ضد التجارة الأميركية."
"السيناريو المتفائل- أن تنجح الترامبية، فتعود الوظائف إلى سوق العمل في الولايات المتحدة وتعود المصانع إلى التصنيع في الولايات المتحدة، وينجح الأميركيون في شراء سيارات، وتكنولوجيا، وخدمات مالية، من خلال تخفيض الإجراءات المطبقة خارج حدود الولايات المتحدة. وسيكون في إمكان مؤسسات مالية كانت في حالة دفاع في السنوات الأخيرة غزو السوق المالية العالمية، وسوف تستطيع سيارات مثل سيارات كاديلاك السير في شوارع باريس أكثر مما سنرى سيارات بي أم دبليو الألمانية. وسيكون هذا بمثابة انتصار لما يسمى السوق "الترامبية" .
"في السيناريو المتشائم، تصل الولايات المتحدة إلى مرحلة ركود تضخمي- التضخم المترافق مع الركود. وسيحدث هذا بسبب الارتفاع في أسعار المنتجات المصدرة من الولايات المتحدة نتيجة حرب التجارة مع عدم استعداد العالم للتعاون مع خطط ترامب، ورغبة دول أخرى في تدفيع الأميركيين الثمن. ليس من المؤكد أن الشركات الأميركية ستنتج إذا لم يكن هناك من تبيعه - فهذه الشركات تريد جمهوراً من المستهلكين."
-كيف سيؤثر هذا على إسرائيل؟
"هذه الخطوة ستحول إسرائيل والشيكل إلى شاطئ أمان. صحيح أن إسرائيل تشكل جزءاً من السوق العالمية وتتأثر بكل سيناريو، لكننا لسنا موجودين في الدوائر الأولى من حرب التجارة، بخلاف العملات الأخرى والأسواق الأخرى التي يمكن أن تتأثر بصورة مباشرة، فإن إسرائيل مع الشيكل يمكن أن تعتبر شاطئ أمان."
"في الحرب الكل يتضرر، لكن نقطة الانطلاق بالنسبة لإسرائيل في هذه الحكاية هي الأفضل وتجعلنا أقل تضرراً في المدى القصير. في المدى البعيد، إذا حدث ركود في الولايات المتحدة فذلك يؤدي إلى ركود عالمي على خلفية تباطؤ النمو الصيني وعدم قدرة الصين على زيادة استهلاكها المحلي، ومن الواضح أن الاقتصاد الإسرائيلي سيتأثر.
" في بعض السيناريوات لدى إسرائيل قدرة على الاستفادة من التطورات السلبية على الصعيد الجيوسياسي، على سبيل المثال في صناعة السايبر، أو جراء زيادة ميزانيات الأمن في الولايات المتحدة وتعزيز الجيش، ولكن كما قال رئيس الحكومة الصيني: في الحرب لا يوجد منتصرون."