محاضرة ألقاها في المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي المنعقد في 22-23/1/2017
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

•بالنسبة إلى دولة إسرائيل فإن تهديد إيران حقيقي أكثر من تهديد داعش. فهذا تنظيم إرهابي وقد عشنا وسنعيش مع تنظيمات إرهابية. ليس لدى داعش دبابات، ولا طائرات، ولا أي دفاع جوي، والنقطة الأكثر أهمية بالنسبة إلينا كإسرائيليين، أننا لسنا وحدنا في مواجهته. أمّا في مواجهة إيران فنحن وحدنا. ويتعين علينا ألا نخاف، فالتهديد الذي تواجهه دولة إسرائيل كان وسيبقى، ومن لديه قنبلة نووية يستطيع إذا شاء إزالتنا عن الخريطة.

•من ينظر إلى دولة إسرائيل يرى دولة قوية اقتصادياً بينما هناك دول في أوروبا تعاني من نسبة بطالة عالية. ونحن من بين القطاعات القائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة في العالم، والصناعة العصرية المبتكرة ذات الإنتاج عالي القيمة. ولم نعد غاضبين على سيدنا موسى، فقد جاء بنا إلى أرض تحتوي على غاز وطاقة، وإذا عرفنا كيف نحسن التصرف ففي انتظارنا ما هو جيد في المنطقة أيضاً. ولدينا اتفاق مع الأردن تبلغ قيمته 15 مليار دولار. 

•إسرائيل دولة عظمى في مجال السايبر، وهي تحتل مكاناً جيداً، وهناك ست دول عظمى في مجال السايبر إسرائيل من بينها.

•أصل هنا إلى الفقرة الأصعب - يتعين علينا الاستعداد لما هو أقل جودة في الاتفاق النووي. إن أحد الأسئلة التي يطرحها على نفسه الرئيس الجديد [ترامب] هو هل يجب إلغاء هذا الاتفاق. نحن نعتقد أنه يجب عدم التسرع في إلغاء الاتفاق لأن البديل عنه إشكالي، وما يجب القيام به هو الاستعداد لمواجهة سلوك إيران في المجال غير النووي والاستعداد لمواجهة ذلك في السنوات المقبلة. ويمكننا القيام بذلك بصورة أفضل مع إدارة أميركية غير ملزمة بالاتفاق. ليس هناك شرعية لخطوات في مواجهة إيران إذا ألغته الولايات المتحدة فقط من دون موافقة سائر الدول العظمى.

•لم نحل مشكلة الوضع مع الفلسطينيين، لدينا خطة منفصلة عن مقاربة كل شيء أو لا شيء. وحتى الذين يؤمنون بحل الدولتين يقدّرون الآن أن هذا الحل غير ممكن. وكونه غير ممكن لا يعني أنه يجب أن نتدحرج إلى هناك بصورة لا يمكن السيطرة عليها. إن قيام دولة منفصلة تضم مليونين ونصف المليون فلسطيني أمر غير ممكن، لكننا لا نريد أن تنشأ هنا [في إسرائيل] دولة غير يهودية وغير ديمقراطية، ونحن قادرون على تغيير التوجه من دون التوصل إلى اتفاق. نحن دولة قوية وقد أظهرت لكم ذلك في الجزء الأول. يتعين علينا ألا نخاف، سنبلور حدودنا وحجمنا بحيث تكون إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية، لكن هذا لا يكفي إذ يجب أن تكون دولة آمنة. ممنوع علينا العودة إلى انتفاضة ما بعد أوسلو، وإلى الصواريخ من غزة بعد الانسحاب منها.

•نريد أن نكون دولة يهودية ديمقراطية آمنة وعادلة، بحيث يستطيع كل واحد منا النظر في المرآة وأن يقول إنه يعيش في دولة العدل والأخلاق، والضمير الذي يجب أن يقودنا إليها هو البوصلة. علينا الدفاع عن مكانة إسرائيل في العالم، دولة عادلة لا تسيطر على مليوني ونصف مليون فلسطيني، وتجد الترتيب الصحيح للبقاء دولة ديمقراطية.

•عندما تجري بلورة استراتيجية دولة إسرائيل يجب علينا أن ننتبه إلى وجود كم كبير من التوترات في المديين القصير والبعيد، بين الدفاع والهجوم، وبين قوة هي قوة عسكرية وقوة هي قوة ناعمة وشرعية. إن مشكلة دولة إسرائيل تكمن في مواجهتها لمستويين مرتفعين جداً - مستوى التوقعات، نحن قادرون على الانتصار على كل عدو، لكن توقعات الجمهور الإسرائيلي هي أن يقوم الجيش الإسرائيلي بذلك خلال 3 ساعات أو 3 أيام، وأن يكون الانتصار ساحقاً وأن يرفع العدو العلم الأبيض وأن يصفق لنا العالم كله. 

•لقد انتهت هذه الحكاية مع حرب 1967. ليس هناك بعد اليوم حروب مثل تلك الحرب، ويجب على الجمهور الإسرائيلي أن يدرك أن أعداءنا أدركوا جميع نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا، وأن الحروب ستكون طويلة أكثر مما نريد ولن تكون قاطعة. وفي مقابل مستوى التوقعات نحن نواجه قوانين حرب مختلفة عن أعدائنا، فعندنا كل قذيفة تطلق يجب الموافقة عليها استخباراتياً وقانونياً. ويعلم هذا أعداؤنا، وهم يزيدون من صعوبة الأمر علينا أكثر. لن يكون هذا أمراً بسيطاً لكنه ممكن. كما يتعين علينا أن نعيد من جديد بناء الثقة المفقودة بيننا وبين الولايات المتحدة. أريد أن أقول لكم إن الولايات المتحدة هي الحليفة الوحيدة لنا، ومن لا يفهم ذلك ويتسبب لهذه العلاقات بالتباعد لا يعي الأهمية غير الاعتيادية للولايات المتحدة. ليس المقصود هنا أن يضحي جندي أميركي بدمه من أجلنا، فنحن نستطيع أن نتدبر أمرنا من دون مساعدة أمنية. إن دولتنا قوية بما فيه الكفاية حتى من دون مساعدة. لكن هناك مكاناً إذا لم تكن الولايات المتحدة معنا فيه، فإننا ندخل إلى زمرة سيئة جداً في العالم. إنها زمرة الدول التي تفرض عليها عقوبات ونحن لا نريد أن نكون في هذه الزمرة، وتحرص الولايات المتحدة على ذلك. ومن لم يفهم ذلك حتى اليوم، فهمه لدى صدور قرار مجلس الأمن الدولي [الأخير الذي أدان المستوطنات]. إن هذا قرار سيئ ولا يمكن تعديله. ويجب أن يكون هذا الأمر المهمة الرقم واحد لكل من سيدير العلاقات مع الولايات المتحدة في السنوات المقبلة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2540