أم الحيران: عود كبريت آخر سيؤدي إلى انفجار العلاقات بين اليهود والعرب
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG

•كان ينقص عود الكبريت هذا لإشعال حريق كبير والتسبب بانفجار آخر بين السكان اليهود والعرب في الدولة، وليذكّر بالأحداث التي وقعت في تشرين الأول/أكتوبر 2000. لقد كان التوتر في ذروته هذه الليلة في أم الحيران. إن هدم المنازل في أي مكان وأي وقت يثير غضباً كبيراً ويتطور إلى عنف. ولا يغير في ذلك شيئاً إذا جرى في عمونه أو في قلنسوة، فشعور المرء لدى مشاهدته منزله بعد هدمه حتى لو كان لديه ترتيب بديل، هو دائماً شعور مريع ويثير الرغبة في الانتقام. ويضاف الشعور بعدم الاحترام والعجز إلى الغضب، الذي لا يمكن دائماً السيطرة عليه.

•في أم الحيران أضيف أيضاً حادث الدهس. لقد شاهدت عشر مرات الشريط المصور الذي يُظهر السيارة وهي تقترب من الشرطة، ومن الصعب عليّ أن أقرر، مثل أي شخص آخر، هل السائق يعقوب موسى أبو القيعان قام بعملية الدهس وبعد ذلك أُطلق عليه الرصاص، أم أنه أصيب بالرصاص قبل ذلك؟ يجب تشكيل لجنة تحقيق كي تفحص وتتوصل إلى نتيجة حاسمة توضح ملابسات الموت المأساوي للرائد إيرز (عمدي) ليفي. لهذا يبدو بيان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو متسرعاً جداً عندما قال: "لقد كان إيرز شرطياً ممتازاً، وابن شرطي، وقُتل هذا الصباح في هجوم دهس. وهذا هو ثاني هجوم دهس يقع في غضون أيام معدودة. نحن نحارب هذه الظاهرة الفتاكة التي ضربت إسرائيل والعالم أيضاً".

•لقد أعلن العرب الإضراب العام اليوم بعد الأحداث وكذلك الحداد ثلاثة أيام على موت أبو القيعان. والقطاع البدوي الذي كان يعتبر معتدلاً وودوداً هو الذي يقود اليوم الاحتجاج. لقد ذهبت الأيام التي كان فيها البدو والدروز يتنافسون على عدد المجندين – من بينهم في الجيش الإسرائيلي. لم يعد هناك كتيبة بدوية، لكن هناك سكان بدو آخذون في الازدياد في الجنوب وهم ينفصلون عن الدولة، وجميع محاولات تسوية أوضاع الأراضي لم تنجح ولن تنجح، وهي تتسبب فقط بمواجهات إضافية. وبالأمس سجلت نقطة تدهور أخرى في العلاقات، ولا يغير شيئاً من هو المتهم هنا.

•يشعر العرب في إسرائيل اليوم بأن هدم منازلهم في قلنسوة وفي أم الحيران هو نوع من تعويض يدفعه نتنياهو إلى اليمين بسبب الإخلاء المتوقع لبؤرة عمونه. وبالطبع لن يضيّع أعضاء القائمة المشتركة [العربية] الفرصة لتأجيج النفوس وسكب المزيد من الزيت على النار. لقد سمعت عضو الكنيست زهير بهلول من المعسكر الصهيوني يشبّه الأحداث في القرية البدوية بما جرى في هيروشيما وناغازاكي. وصورة أيمن عودة المصاب في رأسه لا تهدّئ الوضع، وكذلك تصريحات أعضاء الكنيست الطيبي وزحالقة والزعبي التي أكدت أن من جرى قتله هو الأستاذ من أم الحيران وليس الشرطي من يفنا الرائد إيرز ليفي.

 

•ويجري ربط هذا الحادث السيئ بقضية عضو الكنيست باسل غطاس الذي هرّب هواتف نقالة إلى مخربين في السجن. ومن الواضح أن ما حدث زاد من الكراهية والشكوك بين العرب واليهود في الدولة. ويأتي حالياً قانون طرد غطاس من الكنيست. وحتى لو كان لهذا القانون ما يبرّره، فإنه يدفع بالقائمة المشتركة إلى خارج صفوف المعارضة أيضاً. إن التظاهرات التي جرت بالأمس في تل أبيب، وفي حيفا، والناصرة، ووادي عاره، ترافقت مع هتافات عنيفة ضد التمييز والعنصرية. هناك محاولة أيضاً لتدويل النزاع والتوجه إلى أطراف أوروبية، لكن هناك أيضاً محاولات حكومية للتوصل إلى تسوية ومنع حدوث حريق آخر. نأمل أن تنتصر الأطراف المعتدلة، لكن الأمر هذه الليلة لا يبدو كذلك.