السكان العرب يعلنون اليوم إضراباً عاماً احتجاجاً على هدم قرية أم الحيران في النقب واعتداءات الشرطة على أهاليها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

من المتوقع أن يشهد المجتمع العربي في إسرائيل اليوم (الخميس) إضراباً عاماً لا يشمل جهاز التعليم، احتجاجاً على الأحداث التي وقعت أمس (الأربعاء) في قرية أم الحيران البدوية في النقب [جنوب إسرائيل] والتي قتل فيها يعقوب موسى حسين أبو القيعان (47 عاماً) وأصيب آخرون بجروح بينهم رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة خلال مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية وقعت في القرية. 

واندلعت هذه المواجهات خلال قيام مفتشي وزارة الداخلية ودائرة أراضي إسرائيل برفقة قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة بمداهمة القرية لتنفيذ قرار هدم بيوتها بحجة أنها أقيمت من دون ترخيص.

وقال بيان أوّلي صادر عن الشرطة الإسرائيلية إن أبو القيعان لقي مصرعه خلال قيامه بمحاولة ارتكاب عملية دهس ضد أفراد الشرطة. وأضاف البيان أن القتيل ناشط من الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي. وفي وقت لاحق أصدرت الشرطة بياناً آخر ذكرت فيه أن عملية الدهس أدت إلى مقتل أحد أفرادها وأن محققي الشرطة يقومون بفحص إمكان انتماء مرتكب عملية الدهس إلى تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأعلنت لجنة المتابعة العليا لشؤون العرب في إسرائيل التي دعت إلى الإضراب، أنه سيشمل المدارس وروضات الأطفال في الوسط البدوي في النقب فقط. 

وأعلن منتدى رؤساء السلطات المحلية البدوية في الشمال الإضراب باستثناء مؤسسات التعليم. 

في غضون ذلك قالت مصادر مسؤولة في الشرطة الإسرائيلية إن الوحدة الخاصة بالتحقيق مع أفراد الشرطة في وزارة العدل بدأت بالتحقيق لتقصي وقائع ما حدث في أم الحيران. 

ونشرت الشرطة الإسرائيلية أمس شريط فيديو أظهر أن أفرادها أشاروا للسيارة التي قادها أبو القيعان بالتوقف إلا إنه لم يمتثل للأوامر وعندها قاموا بإطلاق النار. 

وبحسب الشريط زاد أبو القيعان من سرعته بعد إطلاق النار عليه واصطدم بأفراد الشرطة مما تسبّب بمقتل أحدهم. ولا يمكن من خلال شريط الفيديو معرفة ما إذا كان أبو القيعان أصيب من جراء إطلاق النار عليه في هذه المرحلة أو لا. 

وقال شهود عيان إن أبو القيعان فقد السيطرة على مقود السيارة بعد إطلاق النار عليه من أفراد الشرطة مما أدّى إلى إصابته بجروح بالغة.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أجرى ظهر أمس مشاورات مع وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان والقائد العام للشرطة روني ألشيخ حول أحداث أم الحيران. 

وأضاف البيان أن رئيس الحكومة تلقى تقارير عن عملية الدهس والأحداث التي وقعت على خلفية هدم منازل غير مرخصة في النقب.

وقال نتنياهو إن إسرائيل هي قبل أي شيء آخر دولة قانون والقانون سيطبق فيها بشكل متساوٍ. وأضاف أن أحداث أم الحيران ستزيد الحكومة إصراراً على فرض أحكام القانون في كل مكان. وفي الوقت عينه أكد رئيس الحكومة أهمية دمج الجمهور البدوي في المجتمع الإسرائيلي وعدم دفعه نحو التطرف.

ودعا إردان المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت إلى الشروع في التحقيق مع رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة وباقي أعضاء الكنيست العرب بشبهة التحريض على العنف وتشويش سير عمل أفراد الشرطة.

وأعرب عن أمله ألا تصبح أحداث أم الحيران مؤشراً لتغيير في علاقات السكان البدو مع السلطات الإسرائيلية، وأكد أنه في حال حدوث ذلك فإن لعضو الكنيست أيمن عودة ضلعاً فيه.

وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية أييلت شاكيد ["البيت اليهودي"] إنه لا مبرر للعنف الذي استخدم ضد أفراد الشرطة في أم الحيران. وأكدت أن إسرائيل ستمارس سيادتها في النقب. 

ونشرت القائمة المشتركة بياناً رفضت فيه رواية الشرطة عن قتل فرد منها عمداً خلال المواجهات.

وغادر عودة مستشفى "سوروكا" في بئر السبع بعد أن أدخل إليه عقب إصابته بجروح متوسطة في مواجهات أم حيران. 

ودعا في تصريحات للصحافيين إلى إقامة لجنة تحقيق رسمية لتقصي وقائع ما حدث في القرية. 

 

كما طالب عضو الكنيست مسعود غنايم من القائمة المشتركة بإقامة لجنة تحقيق رسمية لتقصي وقائع ما حدث في أم الحيران، واصفاً ما حدث بأنه جريمة ارتكبتها قوات الشرطة.