من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•مؤتمر السلام الذي انعقد بالأمس في باريس بمشاركة أكثر من 70 وزيراً للخارجية هو في نظر رئيس حكومة إسرائيل "مؤتمر عبثي". وينتظر بنيامين نتنياهو بفارغ الصبر تسلم دونالد ترامب منصبه لإنقاذ إسرائيل من وجع الرأس الذي اسمه عملية السلام مع الفلسطينيين. وفي نظره حتى مشاركة وزير خارجية أميركي في مؤتمر مهم لا قيمة لها.
•لقد أوضح نتنياهو موقفه هذا منذ مدة عندما أعلن أنه سيقاطع المؤتمر لأنه ما يزال يتمسك بمبدأ المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، تلك المفاوضات التي وظف كل طاقته من أجل إفشالها المرة تلو المرة، ورفض قرار مجلس الأمن 2334 الذي اعتبر المستوطنات بما فيها تلك التي شيدت في القدس الشرقية، غير قانونية. ويبدو أن أي منتدى دولي لا يتبنى سياسة إسرائيل كاملة هو في نظر نتنياهو منتدى معاد، كما لو أن ما جرى هو اجتماع لدول عربية أو إسلامية.
•صحيح أنه برزت خلافات في وجهات النظر بين المجتمعين في ما يتعلق بصيغة البيان المشترك الذي سيعرض للموافقة عليه، وصحيح أيضاً أن القرار الذي سيتخذ بغض النظر عن مضمونه ليس ملزماً من الناحية الرسمية، لكن على الرغم من ذلك كله، فإن هذا ليس "مؤتمراً عبثياً". ثمة ما هو أبعد من ذلك، سيسعى المشاركون في المؤتمر كحد ادنى إلى التشديد على التزام الدول المشاركة بحل الدولتين لشعبين، وهو مبدأ اعترف نتنياهو به، وربما سيسعون إلى اقتراح سبل من أجل تحقيقه.
•كما يمكن أن يستخدم المؤتمر كمنصة لإطلاق سياسة فعلية يمكنها أن تقف في مواجهة مبادرات استفزازية، أو سياسة عدم القيام بشيء، التي من المحتمل أن يسوّقها الرئيس الأميركي الجديد.
•يمكننا المجادلة بشأن فائدة المؤتمر أو نتائجه، لكن يجب على إسرائيل عدم التخلي عن ساحة دولية تناقش قضاياها أو قضايا النزاع، من دون أن تحاول على الأقل أن تعرض موقفها أو تعمل على إقناع المشاركين في المؤتمر بصوابية سياستها.
•تدلّ مقاطعة المؤتمر أكثر من أي شيء آخر، على اعتقاد نتنياهو أن إسرائيل قادرة على أن تكبح بالقوة أو بمساعدة رئيس الولايات المتحدة الجديد أي تحرك دولي يحاول إنقاذ العملية السياسية، ومن خلال تصوير إسرائيل كدولة مطاردة من جانب الذين يريدون السوء لها.
•وبهذه الطريقة يكون نتنياهو قد خدم مَن يدّعي أن إسرائيل مثل الفلسطينيين لا تضيع فرصة من أجل تضييع الفرصة. المؤتمر ليس مسألة شخصية تتعلق برئيس الحكومة، بل هو يتعلق بمكانة دولة إسرائيل ومواطنيها في العالم. وتعزز مقاطعة المؤتمر صورة إسرائيل كدولة رافضة وتقوي كل من يدعو إلى مقاطعتها.