كيري طمأن نتنياهو بأنه لن تكون هناك أي استمرارية لمؤتمر باريس في مجلس الأمن الدولي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أكد مؤتمر السلام الدولي الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس أمس (الأحد) في بيانه الختامي أنه لا بديل عن حل الدولتين لإنهاء النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، ودعا الطرفين إلى الامتناع عن اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب من شأنها التأثير على طبيعة قضايا التسوية النهائية ومنها القدس والحدود والأمن واللاجئون، وشدّد على أن هذه التسوية يجب أن تحفظ أمن إسرائيل.

وشارك في المؤتمر وزراء خارجية ومندوبو أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية، ولكن من دون مشاركة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. 

وألقى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو كلمة في افتتاح المؤتمر أشار في سياقها إلى أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ما يزالان متباعدين إلى حد كبير وخطر في علاقتهما، وبالتالي يجب دفعهما نحو العودة إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف أيرو أن هذا الأمر صعب، لكنه في الوقت عينه أكد أنه ليس هناك أي بديل لكون المفاوضات وحدها يمكن أن تؤدي إلى تحقيق حل الدولتين وجلب السلام والأمن إلى منطقة الشرق الأوسط برمتها.

وقال أيرو إن الهدف من المؤتمر هو إعلان أن حل الدولتين هو الحل الوحيد، وإبداء استعداد الأسرة الدولية للمساهمة بشكل عملي في توفير شروط التفاوض بين الطرفين من خلال تقديم محفزات عملية.

وأعلن في القدس مساء أمس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي شارك في مؤتمر باريس اتصل هاتفياً برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأكد له أنه لن تكون هناك أي استمرارية للمؤتمر في مجلس الأمن الدولي. 

وطمأن كيري رئيس الحكومة بأن الولايات المتحدة ستعارض أي طرح منبثق عن المؤتمر قد يُعرض على مجلس الأمن. كما أطلعه على الخطوات التي اتخذها الأميركيون في مؤتمر باريس بهدف تليين نص البيان الختامي الصادر عنه.

وأوضح نتنياهو لكيري أنه لحقت بإسرائيل أضرار جسيمة من جراء عدم استخدام واشنطن الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في المناطق [المحتلة]، ودعا إلى منع تفاقم هذا الضرر.

وقال وزير الخارجية الأميركي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام المؤتمر، إن الولايات المتحدة سعت إلى إصدار بيان متوازن يخاطب الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بشكل إيجابي. 

وأضاف كيري أن المؤتمرين لم يتطرقوا إلى نية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأوضح أن هذا الموضوع غير مُدرج في جدول أعمال الأسرة الدولية.

وذكرت مصادر سياسية رفيعة في القدس أن الاتصالات السياسية المكثفة التي أجراها ديوان رئاسة الحكومة ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، أدت إلى تخفيف حدة صيغة بيان باريس بشكل ملحوظ. 

وأضافت هذه المصادر أن إسرائيل نجحت في منع طرح البيان النهائي على مجلس الأمن الدولي وذلك من خلال ردها الحازم على القرار الذي اتخذه المجلس بشأن الاستيطان.

وكان مصدر رفيع في الوفد المصري الذي شارك في المؤتمر أكد أيضاً أن البيان الختامي سيكون إعلاناً فقط ولن يصبح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي. 

واستبعد هذا المصدر نفسه تشكيل لجنة لمراقبة التطورات الميدانية حسبما طلب الفلسطينيون.

وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتم إن مؤتمر باريس لم يسهم في دفع مسيرة السلام إلى الأمام، وفي الوقت عينه أكد أن ضمان عدم إقدام مجلس الأمن الدولي على بحث المسألة الفلسطينية مجدداً يعتبر إنجازاً حقيقياً لإسرائيل.

ورفضت بريطانيا التوقيع على بيان مؤتمر باريس. 

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية في لندن إن بلاده تتحفظ على عقد المؤتمر على الرغم من معارضة إسرائيل وبغيابها، وكذلك بسبب تغيب الفلسطينيين. وأضاف أن بريطانيا تتحفظ أيضاً من توقيت عقد المؤتمر قبل انتقال الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض بأيام.

ورحبت السلطة الفلسطينية بالبيان الختامي لمؤتمر باريس. 

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن بيان باريس يأتي مكملاً للقرار الدولي بشأن الاستيطان. 

وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن مضامين البيان والزخم الدولي في حضور المؤتمر ينطويان على رسالة موجهة إلى إسرائيل فحواها أنه يتعين عليها إنهاء الاحتلال. ودعا عريقات فرنسا والدول المشاركة في المؤتمر إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.

من جهة أخرى وصف مصدر فلسطيني رفيع في رام الله بيان باريس بأنه باهت. 

وقال هذا المصدر إن الفلسطينيين توقعوا أن يتضمن البيان آليات أكثر عملية. ومع ذلك أوضح المصدر أن المؤتمر نقل رسالة مهمة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تؤكد أن الفلسطينيين يتمتعون بتأييد دولي عريض.

وكان نتنياهو أكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية صباح أمس، أن مؤتمر باريس عبثي تم تنسيقه بين الفرنسيين والفلسطينيين بهدف فرض شروط على إسرائيل لا تتناسب مع حاجاتها الوطنية. 

وأضاف نتنياهو أن هذا المؤتمر يبعد السلام أكثر لأنه يجعل المواقف الفلسطينية أكثر تشدداً، ويبعد الفلسطينيين أكثر عن إجراء مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة. وأشار إلى أن المؤتمر هو عبارة عن أنفاس أخيرة لعالم الأمس في حين أن عالم الغد سيكون مختلفاً تماماً وهو وشيك للغاية.

كما وصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون مؤتمر باريس بأنه منفصل عن الواقع وأكد أنه يقدم المساعدة للرفض الفلسطيني بدلاً من دعم السلام. 

وأضاف دانون أن المؤتمر هو محاولة لمباغتة العالم قبل أيام من دخول الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض. وأكد أن إسرائيل ستعمل مع هذه الإدارة لإزالة آثار الأضرار الناجمة عن القرار الدولي في مجلس الأمن وباقي الإجراءات أحادية الجانب.

في المقابل قال رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ إنه كان يجب على رئيس الحكومة المشاركة في مؤتمر باريس وذلك ليس بسبب أهميته أو قدرته على حسم الأمور بل من أجل عرض موقف إسرائيل إزاء النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي بشكل واضح دون الفرار من المعركة.

واحتشد أكثر من 1000 شخص قبالة مقر انعقاد مؤتمر باريس للتعبير عن تأييدهم لإسرائيل. وألقت سفيرة إسرائيل لدى فرنسا عليزا بن نون كلمة أمام المحتشدين قالت فيها إن المؤتمر المنعقد يظهر وكأنه مؤتمر للسلام لكن الواقع مغاير كلياً. 

 

وأضافت بن نون أن إسرائيل تدرك أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال مفاوضات مباشرة مثلما كان الوضع عليه في اتفاقيتي السلام مع كل من مصر والأردن.