لا لضمّ معاليه أدوميم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•خطر جديد يظهر ويتكاثف مثل غيمة سوداء. معالمه الأولى لاحت مع الفكرة المجنونة الداعية إلى ضم الضفة الغربية تحت غطاء حماية من رئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترامب، والتي صدرت عن ممثلين عن اليمين المتطرف مثل نفتالي بينت وبتسلئيل سموتريش. واستمرت الفكرة مع مقالات ومقابلات بدأ فيها ممثلون عن الوسط واليسار بالتفكير جدياً بفوائد الضم، بعضهم استند إلى تحقيق الوعد الإلهي، وبعضهم الآخر إلى الحاجة إلى تحسين حياة الفلسطينيين.

•حالياً وصل الخطر إلى عتبة الكنيست. فقد بحثت لجنة الدستور والقانون والقضاء هذا الأسبوع بضم مدينة معاليه أدوميم، وتعهد الوزير بينت بأن يقدم في نهاية الشهر اقتراح قانون يجعل ضم معاليه أدوميم خطوة رسمية. وفي تفسير اقتراح القانون جرى تقديم تبرير مثير للاهتمام وأساسي مفاده أنه "يوجد إجماع واسع في العالم حيال تطبيق السيادة الإسرائيلية على معاليه أدوميم"، وأن تطبيق هذه السيادة "لا يغيّر بصورة جوهرية الميزان الديموغرافي في إسرائيل".

•فجأة، تحول "إجماع العالم" إلى سياج لحماية الجنون السياسي. المجتمع الدولي الذي أغرقه رئيس الحكومة الأسبوع الماضي بسيل من الشتائم لأنه تجرأ على تجديد اعتبار المستوطنات غير قانونية، هو نفسه الذي تريد حكومة إسرائيل الاعتماد عليه في كذبها الواضح.

•يرفض المجتمع الدولي الموافقة على ضم معاليه أدوميم أو أي جزء من أراضي الضفة الغربية أو القدس الشرقية. وفي رأيه أن أي تبادل أو ضم أراض يجب أن يأتي في إطار اتفاق مع الفلسطينيين، وليس قبله. ويمكن الردّ على نتنياهو باللغة نفسها، من خلال القول إن المجتمع الدولي وافق على حل الدولتين لشعبين، ولكنه قرر أن تحديد حدود الدولتين يجب أن يتم في مفاوضات وليس بخطوات أحادية الجانب مثل الاستيطان أو الضم.

•إن استطلاعات الرأي العام التي تشير إلى تأييد نحو 40% من الذين شملهم الاستطلاع ضم معاليه أدوميم، مثيرة السخرية، لأن هذه الاستطلاعات لا تعرض التهديد الذي ينطوي عليه هذا الضم. فهل سيؤيّد المشاركون في الاستطلاع الضم لو أوضح لهم أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات شديدة على دولة إسرائيل وليس فقط على المستوطنات؟ وهل سيتمسكون بموقفهم إذا نشبت انتفاضة جديدة؟

 

•إن اقتراح ضم معاليه ادوميم يمكن أن يبدو كترسيم حدود أكثر من أي شيء آخر. وهذا يفرض على كل عاقل يخاف على مصير إسرائيل وعلى المعارضة بصورة خاص، الوقوف بقوة ضد هذا الاقتراح وشرح مخاطره وتعبئة الرأي العام ضده، وعند الحاجة تعبئة المجتمع الدولي كذلك. يجب إزالة هذا الاقتراح عن جدول الأعمال.