نتنياهو: خطاب كيري منحاز ضد إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في واشنطن مساء أمس (الأربعاء) وعرض خلاله موقف إدارة الرئيس باراك أوباما من السبل الكفيلة بتسوية النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، ووصفه بأنه منحاز ضد إسرائيل. 

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام الليلة الماضية، إن الخطاب يشكل خيبة أمل كبيرة إذ إنه تطرق بشكل مهووس إلى قضية المستوطنات في المناطق [المحتلة]، بدلاً من التطرق إلى جذور النزاع وهي الرفض الفلسطيني المستمر للاعتراف بالدولة اليهودية مهما تكن حدودها. 

وأضاف نتنياهو أنه في الوقت الذي يحترق فيه الشرق الأوسط بأسره ودول كاملة تنهار والإرهاب يتفشى في كل مكان، اختار وزير الخارجية الأميركي أن يهاجم على مدار أكثر من ساعة الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، التي تحافظ على الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن كيري لم ينتبه إلى أن إسرائيل هي المكان الوحيد في الشرق الأوسط حيث يستطيع المسيحيون أن يحتفلوا بعيد الميلاد بأمان وباطمئنان وبسعادة، وبدلاً من ذلك تكلم عن معادلة أخلاقية زائفة تقارن بين بناء منزل في القدس أو في أحيائها وضواحيها والإرهاب الذي يستهدف الأبرياء، وبعد تلك المعادلة ركز كيري حديثه على المنزل في القدس واكتفى بدفع ضريبة كلامية فقط لإدانة الإرهاب.

واتهم نتنياهو وزير الخارجية الأميركي بالوقوف شخصياً وراء قرار مجلس الأمن الدولي الذي أدان الاستيطان في الضفة الغربية وأنه هو من دفع به قدماً، وقال إن هذا القرار يتحدث عن التحريض ولكن من يقوم به مجهول حيث لم يرد في نص القرار ذكر من يمارسه، بينما عندما يتم ذكر المستوطنات يجري ذكر إسرائيل بالاسم. 

وأكد نتنياهو أنه لو بذلت الإدارة الأميركية الطاقات نفسها التي بذلتها في إدانة أعمال البناء في القدس في مكافحة الإرهاب الفلسطيني، لربما كانت هناك احتمالات أكبر لدفع السلام إلى الأمام.

وفي المقابل قال رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ، إن كيري كان دوماً وكذلك لا يزال صديقاً لإسرائيل. 

وأضاف هيرتسوغ في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام مساء أمس، أن خطاب كيري يعبر عن قلق حقيقي إزاء أمن دولة إسرائيل ومستقبلها. 

وقالت عضو الكنيست تسيبي ليفني من "المعسكر الصهيوني" إن خطاب كيري وضع أمام إسرائيل خيارين: إما أن تكون دولة يهودية وديمقراطية وآمنة وإما أن تكون دولة ثنائية القومية تعاني من الانشقاقات والنزاعات. وأكدت أنها تؤمن بأن حل الدولتين هو لمصلحة إسرائيل الواضحة، وعليها أن تحسم هذه المسألة في الوقت الحاضر.

وفي رام الله قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه في حال وافقت الحكومة الإسرائيلية على وقف النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشكل متبادل، فإن القيادة الفلسطينية على استعداد لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي ضمن سقف زمني محدد وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وكان وزير الخارجية الأميركي أكد في سياق خطابه المذكور أن حل الدولتين هو الحل الأفضل للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأن هذا الحل هو الوحيد الذي يضمن لإسرائيل أن تبقى دولة يهودية وديمقراطية ويضمن للفلسطينيين تحقيق حلم دولتهم المستقلة. 

وأضاف أن الولايات المتحدة حاولت أن تحافظ على أمن إسرائيل وفي الوقت ذاته أن تمنح الفلسطينيين الأمل. واعتبر أن استمرار الاحتلال في الضفة الغربية يشكل خطراً على إسرائيل وعلى الفلسطينيين على حد سواء، وأشار إلى أن الرأي العام الإسرائيلي وكذلك الفلسطيني يؤيدان حل الدولتين. وشدّد على أن النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية على الأرض تحبط أي احتمال للتوصل إلى مثل هذا الحل. 

وأكد كيري معارضة الولايات المتحدة للعنف والتحريض اللذين يمارسهما الفلسطينيون وأشار إلى أن الإدارة الأميركية أعربت عن استيائها بأشد التعابير لرئاسة السلطة الفلسطينية. كما أشار إلى وجود فرصة سانحة في الوقت الحالي لإحلال سلام مع دول عربية أخرى شريطة أن تتم أولاً تسوية النزاع مع الفلسطينيين. 

وفي ما يتعلق بالقدس قال كيري إن الولايات المتحدة تقر بعلاقات الشعب اليهودي التاريخية بهذه المدينة والأماكن المقدسة فيها وأكد أن هذه العلاقات ستبقى في صلب أي حل. 

وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن الولايات المتحدة تعتبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين الطريق الوحيد للتقدم نحو الحل الدائم. 

 

وطرح كيري النقاط الرئيسية التي ينبغي أن يستند إليها الحل الدائم المنشود وهي: أولاً، إنشاء حدود آمنة بين الدولتين تستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 مع تبادل بعض الأراضي؛ ثانياً، مبدأ دولتين للشعبين؛ ثالثاً، حل منصف لقضية اللاجئين الفلسطينيين؛ رابعاً، القدس عاصمة للدولتين؛ خامساً، الاعتراف المتبادل وخصوصاً اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي.