من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•قبل أسبوع من الموعد الأخير الذي حددته محكمة العدل العليا لإخلاء عمونه، تكرم الخارجون عن القانون بـ"الموافقة" على الخطة الجديدة التي اقترحت عليهم بعد رفضهم للخطط السابقة. إن نجاح المستوطنين "مطلق"، ففي إطار الخطة الجديدة سيُضاعف عدد الكرافانات التي سيقام جزء منها على قطعة الأرض القريبة من البؤرة من 12 إلى 24 كرفاناً، وستبذل "جهود إضافية من أجل زيادة عدد السكان الذين سيبقون في الجبل".
•لقد تكرّم المستوطنون بالإعلان: "قررنا إعطاء فرصة لاقتراح بناء منازلنا وحياتنا هنا في عمونه"، لكن كعادتهم سارعوا إلى التهديد: "إذا لم تف الدولة بتعهداتها، لن نتردد في استئناف النضال بقوة أكبر... عمونه لن تسقط مرة ثانية".
•من الصعب احتمال وطأة التقلبات المخزية لهذه القضية: جميع المناشدات، والتسويات، والميزانيات، والزيارات، والاستعدادات، والقوى التي أعدت من أجل مواجهة رفض المستوطنين الجشعين للعقارات. لقد وظفت الحكومة الكثير من الجهود والأموال من أجل إرضاء الآمر الناهي. وفي إطار عملية التملق، قررت الحكومة إجراء اقتطاعات واسعة في ميزانيتها من أجل تمويل إخلاء عمونه وشؤون أخرى. ما لا يقل عن 130 مليون شيكل خصصت من أجل إخلاء وإعادة إسكان 40 عائلة سكنت عن علم وقصد على أراض خاصة مسروقة.
•لا يمكن القبول بتخصيص هذا المال الكثير للتعويض على عملية سرقة. عندما يحاول أبناء طائفة أخرى أكثر حرماناً من أصول أثيوبية الاحتجاج على سياسة الحكومة ضدهم، تسارع الشرطة إلى التحرك ضدهم بيد من حديد وتعتقلهم. لكن في مواجهة مشاغبي عمونه، فإن دولة بأسرها تحبس أنفاسها وتخصص ميزانيات ضخمة من أجل إقناعهم بالامتثال لأوامر محكمة العدل العليا.
•إن الخطوة الأكثر بشاعة كانت خطوة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أعلن أنه طلب من وزير الأمن الداخلي القيام بعمليات هدم واسعة في القطاع العربي، وهذا أيضاً لإرضاء المستوطنين. في حالات الهدم في القطاع العربي لا أحد يتحدث عن اقتراحات تسوية ولا عن إظهار حساسية، وتعويضات، ومنازل بديلة، أو عن خطوات عقابية حيال قطاعات أخرى كمكافأة.
•منذ بداية مشروع الاستيطان شكل المستوطنون أقوى مجموعة ضغط في السياسة الإسرائيلية. وهم ابتزوا بوسائل مختلفة جميع حكومات إسرائيل على مدار السنوات، وأرهبوا قادة الجيش الإسرائيلي أيضاً. وقد أدت قضية عمونه إلى وصول هذه الممارسات إلى الدرك الأسفل من الانحطاط. وتحت غطاء الحرص على 40 مبنى، نجح المستوطنون مرة أخرى في أن يسخروا من الدولة وأن يبتزوها من أجل الحصول على موافقة مسبقة على آلاف المباني الأخرى. لكن من المدهش أن يقبل الجمهور بجميع هذه الخطوات بلا مبالاة، وهو الذي سيدفع في نهاية المطاف الثمن.