•على جدران مكتب رئيس هيئة أركان سلاح الجو العميد طال كلمن ثلاث صور تمثل بنية القوة في السلاح. إلى اليمين صورة الطائرة الحربية F- 35 التي هي في طريقها إلى إسرائيل؛ في الوسط صورة الطائرة من دون طيار "كوخاف" التي ستدخل قريباً في الخدمة العملانية؛ وإلى اليسار منظومة الدفاع الجوية مقلاع داوود ("العصا السحرية "سابقاً) التي سيعلن في وقت قريب أنها جاهزة للاستخدام.
•هناك مشاريع كثيرة تشغل كلمن في هذه الأيام، لكنه يكرّس معظم وقته لوصول أول طائرتين من طراز F-35 إلى إسرائيل يوم الاثنين المقبل. وفي هذه المناسبة، خصّ ملحق "يسرائيل هَيوم" الأسبوعي بمقابلة صحافية.
•بدأت الطائرتان من الجيل الخامس اللتان أطلق عليها اسم "أدير" رحلتهما هذا الأسبوع عندما أقلعتا من مصانع شركة لوكهايد - مارتين في الولايات المتحدة يوم الاثنين الساعة الثانية بعد الظهر، وستحطان في قاعدة سلاح الجو في نبطيم ترافقهما طائرتان حربيتان من نوع F-151. وسيكون في انتظارهما على الأرض قرابة 4000 شخص بينهم رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان في الجيش. وبعد ذلك بنحو 24 ساعة سيقوم للمرة الأولى طياران إسرائيليان- قائد سرب "أدير" المقدم يوتام وطيار آخر- بقيادة أكثر الطائرات تقدماً في العالم.
•وعلى الرغم من وصول الطائرتين الأسبوع المقبل، فإن سلاح الجو لن يعلن صلاحيتهما للعمل التشغيلي سوى في نهاية 2017. وسيجري في السرب تعلم كيفية استخدام الطائرتين وصيانتهما وتطوير عقيدة قتالية، وحتى جهاز المراقبة سيتعلم أساليب العمل الجديدة لهاتين الطائرتين، وستضطر هيئة الأركان إلى أن تتعلم كيف تخطط لهما مهمات. كما أن قدرة الاختفاء عن الأنظار لهذه الطائرة تتيح لها التملص من رادارات العدو، وستكون هذه هي الميزة الأساسية التي يجب على الجميع التدرب عليها.
•يقول كلمن:"الطائرة جديدة ولم تقلع بعد لتنفيذ عمليات عسكرية. وفي تقديري سنتعلم أموراً عنها لا يعرفها العالم، وذلك بسبب ارتفاع مستوى الاحتكاك في منطقتنا".
•هذه العملية المعقدة لبناء سرب جديد في سلاح الجو، ليست غريبة على العميد كلمن. ففي العقد الماضي كان على رأس طاقم كانت مهمته إنشاء سرب "فرسان الذنب الأصفر"، سرب العاصفة (F-161) الثالث في سلاح الجو، في قاعدة حتسيريم. في 2006 وبعد خمسة أيام من تدشين السرب وقبل سنة تقريباً من الموعد الذي كان يجب أن يبدأ فيه عملياته العسكرية، نشبت حرب لبنان الثانية. وانتقل السرب مع طاقمه وجهازه التقني إلى قاعدة رامون، وجرى استيعابه داخل الأسراب الأخرى الموجودة وقام بنحو 600 طلعة جوية خلال الحرب. فهل من المتوقع أن يحدث مثل ذلك مع انضمام طائرات F-35 إلى قواتنا؟
•يبدو أنه فقط في سيناريو استثنائي يفكر سلاح الجو باستخدام هذه الطائرة قبل أن تصبح جاهزة للتشغيل العملاني. ويشدد كلمن: "إذا أصبح الوضع حالة حرب مصيرية، نستخدم ما يجب استخدامه ونعرف كيف نقوم بأشياء غير عادية. لكن إذا لم يقع حدث بالغ الخطورة، سنحرص على عدم استخدام الطائرات قبل استكمال بناء قدراتها".
•ويوضح كلمن أنه على الرغم من تفوق هذه الطائرات، فإنها لن تُستخدم في إطار "معركة بين الحروب" – الاسم الخاص بالعمليات السرية التي تهدف إلى تأجيل المواجهة المقبلة. وبالاستناد إلى تقارير أجنبية، هاجمت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة شحنات سلاح في سورية. وذلك على الرغم من أنه في الفترة الأخيرة وصلت إلى الجبهة الشمالية منظومة دفاع جوي متقدمة من صنع روسي من نوع S-400 قادرة على التعرف إلى أي تحليق للطائرات الإسرائيلية حتى داخل منطقة النقب، وملاحقتها في شتى أنحاء الشرق الأوسط.
•يقول كلمن إن "F-35 هي طائرة شبح بالكامل وذات قدرة على الاختفاء عن الأنظار، والتهديد الذي من أجله جرى تطوير هذه الطائرة هو الصواريخ الاستراتيجية (من نوع صواريخ أرض- جو من طراز S-300 وS-400)، إذ صممت هذه الطائرة لمواجهة هذه المنظومات".
- إلى أي مدى ستحسن طائرات "أدير" قدرتنا الهجومية في ساحة "الطوق الثالث" أي إيران؟
"لن أدخل في التفاصيل. إذا كان السؤال هل تستطيع هذه الطائرة الوصول إلى مسافات بعيدة، فالجواب هو: نعم، تستطيع الوصول إلى مسافات بعيدة جداً وسيكون من الصعب اكتشافها".
-كيف ستؤثر الطائرة على السلاح كله؟
"نحن نعرف الطائرة بصورة جيدة جداً، لكن ليس بصورة كاملة. وهي ستغير كثيراً في العقيدة العملانية للسلاح، وتستطيع تنفيذ مهمات بمستوى أعلى بكثير من طائرات الجيل الرابع. وننوي إقامة تواصل بين جميع طائرات سلاح الجو. والهدف أن تقوم طائرة F-35 بتزويد سائر الطائرات بالمعرفة والاستخبارات والأهداف. وسيكون بالإمكان استخدام هذه الطائرات وحدها أو ضمها إلى سائر طائرات الجيل الرابع".
-حسب علمك، هل الـF-35 ستكون الطائرة الحربية الأخيرة في العالم التي يقودها طيارون؟
-"لا أرى في السنوات العشر الآتية طائرات من دون طيار تحل محل طائرات حربية، لا في كمية التسلح ولا في الحجم ولا في القدرة على المناورة. يعمل الأميركيون على الطائرة الحربية المستقبلية من الجيل السادس. ولا أستطيع أن أجزم بأنها ستكون طائرة من دون طيار. هناك خيار الطائرات المزدوجة القدرة التي يمكن أن تطير مع طيار أو من دونه".