من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•صحيح أنه مكتوب في ويكيبيديا أن رئيس الحكومة هو بنيامين نتنياهو وأن الليكود هو الحزب الحاكم، لكن هذا "مظهر" وجزء من الكذبة الإسرائيلية، فرئيس الحكومة الحقيقي هو نفتالي بينت، والحزب الذي يقرر مسار حياتنا هو حزب المستوطنين (حزب البيت اليهودي سابقاً).
•منذ نحو 40 عاماً يقدر هذا الحزب مسار حياتنا. لقد بدأ هذا مع غوش إيمونيم التي فرضت على حكومات إسرائيل الاعتراف بمستوطنات في وسط الضفة، وهو ما يزال مستمراً اليوم بوتيرة أسرع مع حزب المستوطنين الذي سيطر على الحكومة. لقد نجح بينت هذا الأسبوع في بلبلة دولة بأكملها وإشغالها بمستوطنة صغيرة غير قانونية تتألف من 40 كرافاناً مقامة على هضبة صغيرة بالقرب من عوفرا. لم يعد هناك ما هو أهم منها: لا نقاش الميزانية، ولا النتائج المتدنية في التعليم، ولا تصاعد عدد حوادث الطرق، ولا عدم جهوزية الجبهة الداخلية، ولا قضية الغواصات. لقد استبعد كل شيء من أجل عن عمونه وتبييض سرقة أراض خاصة في المناطق [المحتلة]، لأن بينت أراد ذلك.
•في إمكاننا مواصلة البكاء على هذا الوضع الجنوني الذي وصلنا إليه، الذي هو وضع يهدد استمرار وجود الهيكل الثالث، لكن من الأفضل التفكير في حل. إن قوة بينت تنبع من نظام الحكم عندنا الذي يتيح لكل مجموعة أقلية فرض إرادتها على الأكثرية. وفي النظام البرلماني الحالي، يستطيع كل حزب أقلية تقريباً يدخل إلى الائتلاف الحكومي إسقاط الحكومة متى يشاء. هذا الواقع يفرض على رئيس الحكومة العمل طوال الوقت على تحصين الائتلاف، والانصياع إلى مطالب مختلفة ومتنوعة، من دون أن يكون قادراً على تحقيق وجهة نظره. إن قدرته على الحكم متدنية إلى حد أن الحقيبتين الأساسيتين، وزارة المال ووزارة الدفاع، اضطر إلى إعطائهما إلى خصومه. كيف يمكن إدارة أي شيء بهذه الطريقة؟
•لقد تحدثنا عن قوة حزب المستوطنين، لكن سائر أحزاب الائتلاف تفعل ما يحلو لها كذلك. فقد نجح حزبا الحريديم في الحصول من نتنياهو على اتفاق ائتلافي مكلف للغاية وعلى إلغاء فرض تعليم المواد الأساسية [كالرياضيات والعلوم في المدارس التابع لهما]. أما وزير المال موشيه كحلون فهو يدير سياسة "يوجد عندي" من أجل كسب ودّ الجمهور، ونتنياهو يستشيط غضباً. أما وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، فهو أخذ على عاتقه مهمة الرجل الناضج والمسؤول، لأنه يريد الحلول محل نتنياهو.
•ما الذي بقي لرئيس الحكومة؟ ضبط النفس والمناورة. فهو مضطر إلى أن يضع جانباً مشاريعه، وأن ينفذ كمن ركبه الشيطان، سياسة أحزاب الأقلية. إن هذه هي نتيجة نظامنا حيث تحصل الأقلية على قوة أكبر بكثير من القوة التي منحها إياها الجمهور في الانتخابات. إنه نظام مشوّه وغير ديمقراطي، تسيطر بواسطته الأقلية على الأكثرية. ولهذا يجب تغيير النظام والانتقال إلى نظام أكثر ديمقراطية يوفر قدرة على الحكم واستقراراً من خلال المحافظة على تمثيل الأقلية وحقوقها.
•المقصود هو نظام يجري فيه انتخاب رئيس الحكومة بصورة مباشرة وببطاقة أولى، ويُنتخب الكنيست ببطاقة ثانية وفق النظام النسبي المعمول به. إن رئيس حكومة يحصل على صلاحياته مباشرة من الجمهور يمكنه تأليف حكومة تتوافق مع وجهات نظره فيها أشخاص يعتمد عليهم، وهو لن يكون بحاجة إلى ثقة الكنيست، ولن يستطيع أي حزب أقلية إسقاطه. لذا، فهو يستطيع أن يحكم ولاية كاملة من دون إزعاج وأن ينفذ مشاريعه من دون خوف من إسقاطه غداً. إن الاستقرار والقدرة على الحكم هما أيضاً شرطان أساسيان من أجل القيام بإصلاحات صعبة لا تظهر ثمارها إلا بعد مرور سنوات. من هنا، فإن الذي لديه أربع سنوات من الحكم على الأقل، يستطيع تنفيذ هذه الإصلاحات. وفي اللحظة التي تُنفذ ستربح الدولة نمواً وارتفاعاً في مستوى المعيشة.
عندما يحدث ذلك، فإن بينت والحريديم وكحلون وليبرمان سيفقدون قدرتهم على الابتزاز، وسيصبح واضحاً للجمهور من هو المسؤول عن كل نجاح أو فشل. وهكذا أخيراً لن يكون بينت الرئيس الفعلي للحكومة.