نافذة فرص في العلاقات الإسرائيلية- الصينية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

وضع الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة "تحديث" كهدف مركزي في الخطة الخمسية للصين في السنوات المقبلة كما عرضها في آذار/مارس الماضي. والصينيون مهتمون بالتحول من دولة نعرفها كلنا "كمصنع إنتاج" كبير- إلى دولة شركات ناشئة (Start-up) وتكنولوجيا متقدمة وتحديث، تماماً مثل إسرائيل الصغيرة المعروفة في العالم بأنها "أمة شركات ناشئة". وليس مصادفة أن تتحول إسرائيل إلى هدف لتودّد الصينيين في الأشهر الأخيرة.

•لدى دولة إسرائيل الكثير مما يمكن أن تقدمه للصينيين وهم في طريقهم نحو تحقيق الهدف الذي وضعه الرئيس شي. في نظر الصينيين إسرائيل هي مزيج من ثقافة حديثة ونمو اقتصادي- خاصة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى صورة اليهودي الناجح والذكي التي يمثلها ألبرت أينشتاين كشخصية محبوبة تظهر صوره في الجامعات في شتى أنحاء الصين. وليس مصادفة أن نشهد مجيء وفود عديدة من كبار المسؤولين في الحكومة ورجال الأعمال من الصين إلى إسرائيل.

•في دولة مركزية مثل الصين، من السهل وضع خطط متعددة السنوات ذات رؤيا مثل الخطة الخمسية الصينية. ويأتي هدف التحديث الآن بعد سنوات عديدة من التنمية وإنشاء البنى التحتية من أجل تطوير صناعة التكنولوجيا المتقدمة، وبناء مكاتب في ناطحات السحاب، وحتى مراكز بيع لماركات أجنبية. وقد أعدت المؤسسات الأكاديمية في الصين جيلاً كاملاً من الشباب المتعلم الذي لديه معرفة غنية في العلوم والتكنولوجيا. كما تحقق تقدم كبير حتى في مجال التنظيم بحيث أصبح "السجاد الأحمر" مفروشاً ومستعداً لاستقبال جميع شركات التكنولوجيا المتقدمة في العالم.

•لقد بنت الصين نفسها كي تكون دولة الفرص، لكن على الرغم من ذلك ما يزال هناك عدد من العوائق التي تقف في وجه تحقق هذه الفرص بالنسبة إلى إسرائيل. هناك فجوة عميقة يجب ردمها وتتجلى بصورة خاصة في اختلاف اللغة والثقافة وعدم معرفة ما يجري في الصين. وفي إسرائيل كدولة ذات توجه غربي، هناك القليل من شركات التكنولوجيا المتقدمة التي تحاول توسيع أعمالها في الصين، فالأنظار تتوجه دائماً نحو الولايات المتحدة وأوروبا وندير ظهرنا دائماً إلى الصين. 

•لذا يتعين علينا العمل لإزالة العوائق وفتح الأبواب أمام التعاون بين إسرائيل والصين. ويجب أن نجعل ذلك هدفاً وطنياً- استراتيجياً. كما يجب علينا أولاً العمل سوية مع الصينيين من أجل استيعاب أهمية التحديث في شبكة الاتصالات بين الصينيين والإسرائيليين. ونستطيع بوسائل تكنولوجية متقدمة، فتح قنوات إعلامية ناجعة على الرغم من فجوة اللغة.

•ومما لا يقل أهمية عن كذلك، علينا تشجيع التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والأكاديميا. كما علينا أن ندرج في برامج التعليم تدريس تاريخ الصين وتركيبة الحكم والاقتصاد في عمر مبكر.

•تمنح الخطة الخمسية الصينية إسرائيل نافذة فرص استراتيجية وليس في الجانب الاقتصادي فقط. وليس من المستبعد أن يؤدي توسيع التعاون الاقتصادي أيضاً إلى تفاهم وتقارب ثنائي في الجانب السياسي وإلى تعاون في المجتمع الدولي كذلك.

•يصادف العام المقبل مرور 25 عاماً على إقامة العلاقات بين الصين وإسرائيل، وليس هناك أفضل من هذا الوقت من أجل تعزيز العلاقات مع الدولة العظمى في الشرق، بطريقة تقوي حصانة إسرائيل الاقتصادية والسياسية في السنوات المقبلة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2509