آفي ديختر: لن أفاجأ إذا انتُخب خالد مشعل رئيساً للسلطة الفلسطينية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

[أجرت الصحيفة مقابلة مع رئيس لجنة الخارجية والأمن آفي ديختر، الرئيس السابق للشاباك ووزير سابق للأمن الداخلي ووزير الدفاع عن الجبهة الداخلية، سألته فيها عن رأيه في الأحداث الأمنية الأخيرة، نقتطف بعض أهم ما جاء فيها].

 

-كان يبدو أن موجة الإرهاب الحالية خمدت، لكنها عادت من جديد، ماذا يمكن أن نفهم من ذلك؟

•"موجة الإرهاب هي التعريف الذي يطلق على الهجمات التي تقع يوماً بعد يوم. هناك أهمية عملية لأن نحدد بصورة صحيحة مرحلة الإرهاب التي نواجهها، هل هي موجة إرهاب أم هي هجمات لأفراد؟ وهذا التمييز هو الذي يسمح للأجهزة الأمنية وللمستوى السياسي باتخاذ خطوات أكثر فاعلية ضد المخربين. لا شك في أن الموجة أصبحت وراءنا لأن قراءة الأرقام في أكتوبر/تشرين الأول 2015 حين بدأت الموجة، تدل على وقوع عدد أكبر من الهجمات".

-خلال الانتفاضة الثانية كنت رئيساً للشاباك، فهل من الممكن المقارنة بين خلفيات وأساليب المخربين في الانتفاضة الثانية وتلك التي لمخربي الموجة الحالية؟

•"في الحالين المخرب يدرك أنه جاء كي ينتحر، لكنه مع سكين يتعين عليه قبل كل شيء أن يطعن أحداً كي يُقتل، أما مع حزام ناسف فيجب عليه أولاً أن يضغط على زر في أقل من ثانية كي يتسبب بمقتل آخرين. ولا يختلف الانتحاريون عن المخربين، ففي معظم الحالات هم يُجندون في اللحظة الأخيرة من دون بنية تحتية. يجب علينا أن نسأل أنفسنا كيف نضيق عليهم ونجعلهم يستنتجون أن الانتحار لن يفيدهم".

-محاكمة الجندي أزاريا الذي أطلق النار على مخرب لا يشكل خطراً في الخليل ما تزال مستمرة، هل تؤيد الشخصيات الأمنية التي شهدت معه، أم النيابة العامة العسكرية التي تتهمه بقتل المخرب؟

•"في رأي الأشخاص المتمرسين بالدفاع في مواجهة المهاجمين، فإنه من الأمور الأكثر صعوبة السيطرة على مخرب يحمل سكيناً خلال عملية اندفاعه الجنونية للطعن. لو كان يحمل مسدساً تستطيع إطلاق النار عليه، وإذا لم يكن تهرب. لا تستطيع المجازفة في مواجهة مخرب، ولقد دفعنا في الماضي أثماناً كثيرة".

-هل تؤيد اقتراح الوزير نفتالي بينت منح أزاريا العفو؟

•"إن الدعوة إلى فحص مسألة منح العفو لجندي أثناء محاكمته فيها محاولة للتأثير على سير المحاكمة. وهذا أمر مرفوض وخطير. وحسناً نفعل إذا حافظنا جميعاً على الصبر في انتظار صدور الحكم. ومنذ اللحظة التي بدأت فيها السلطة القضائية عملها ممنوع التأثير عليها". 

-هل الهدوء النسبي السائد في قطاع غزة منذ عملية الجرف الصامد يعود إلى خوف "حماس" من الدخول في مواجهة مع إسرائيل؟

•"تدرك "حماس" حدود القوة بعد مجموعة الأحداث والعمليات العسكرية. وهي الآن في  سباق من أجل بناء قدرتها. لكنها مثل كل تنظيم إرهابي ترتكب أخطاء. وأكبر خطأ ارتكبته أنها لدى وصول "الإخوان المسلمون" إلى الحكم [في مصر] انضمت "حماس" إليهم وقطعت علاقتها مع إيران. في 2013 جرى إسقاط حكم الإخوان في مصر لكن "حماس" واصلت تهريب السلاح من غزة إلى قوات داعش في سيناء، وبذلك فتحت جبهة قوية ضد مصر. بالإضافة إلى ذلك، مصر التي سمحت للحركة بتهريب السلاح إلى غزة، أقامت في العامين الأخيرين ممراً فاصلاً على الحدود في محور فيلادلفي، وبدأت في البحث عن الأنفاق ومنعت التهريب. ووجدت "حماس" نفسها تعاني من مشكلة في بناء قوتها فاضطرت إلى البدء في تطوير وسائل قتال مما هو موجود لديها في غزة. لقد فهمت الحركة أن تفوقها هو تحت الأرض وليس فوقها، وهي بنت أنفاقاً لوجستية وللاتصالات. يوجد اليوم أنفاق في شتى أنحاء غزة بينها أنفاق هجومية. لكن الفلسطينيين يدركون اليوم أن أي مغامرة في مواجهة إسرائيل يمكن أن تدفعنا إلى الدخول إلى القطاع وإسقاط حكم "حماس" في غزة وتدمير البنية التحتية للإرهاب".

-هل نستطيع منعهم من مفاجأتنا؟

•"توظف إسرائيل حالياً جهوداً لم يسبق لها توظيفها على جميع النواحي: تطوير تكنولوجي، ميزانيات، أساليب قتال وجمع معلومات استخباراتية من أجل مواجهة هذا التهديد الجديد. وفي الوقت عينه توظف "حماس" كل شيء من ناحية الأشخاص والعتاد والمال. إن نصف البضائع التي تدخل إلى غزة تتوجه نحو الأنفاق. ويومياً ينزل أكثر من 1000 شخص في غزة إلى الأنفاق. وهم يدركون أنهم سيحتاجون في المواجهة المقبلة إلى أنفاق لوجستية تتيح لهم التحرك بحرية تحت الأرض، كما هم بحاجة إلى أنفاق هجومية تسمح لهم بتغيير وجهة المعركة في مواجهتنا. وهم سيحاولون تغيير الصورة ليس فقط بالصواريخ بل أيضاً بواسطة خليتين أو ثلاث خلايا ستصل من طريق البحر".

-رئيس السلطة الفلسطينية في الـ81 من عمره وليس في صحة جيدة، ماذا سيجري في اليوم التالي لذهابه؟

•"منذ 2005 لم تجر أي انتخابات، وفي تقديري أن عباس سيؤجل الانتخابات الرئاسية قدر ما يستطيع. ولست واثقاً من أن الرئيس المقبل للسلطة الفلسطينية سيكون من تنظيم "فتح" لأن "حماس" مستعدة للسيطرة بصورة ديمقراطية. وتدرك الحركة أنه عندما سينهي عباس مهماته فإن الذي سيحل مكانه بصورة مؤقتة هو رئيس البرلمان عزيز دويك، رجل "حماس". وبالاستناد إلى الدستور بعد مرور شهرين أو ثلاثة ستجري انتخابات ولن أفاجأ لو ترشح خالد مشعل وأصبح رئيساً. والذي سيحدث هو أحد أمرين: إما أن تعلن "حماس" إلغاء جميع الاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، أو تعلن عدم التزامها بهذه الاتفاقات. وسيؤدي هذا إلى وضع لن تقبل به إسرائيل وستضطر إلى السيطرة على المناطق، لأنه من دون ذلك فمن المنتظر أن تشكل هذه المناطق خطراً دائماً علينا بسبب إلغاء الاتفاق الذي يفرض أن تكون الضفة الغربية وغزة منزوعتي السلاح. ومثل هذا الواقع سيعيدنا إلى وضع أسوأ بكثير مما كان موجوداً في المناطق قبل اتفاق أوسلو في مواجهة شبكة إرهاب".

-هل بالإمكان منع انتخاب خالد مشعل؟

•"لقد حاولت إسرائيل مرة واحدة رسم صورة الحكم في لبنان سنة 1982 عندما أيدنا بشير الجميل، لكن منذ ذلك الحين فهمنا حدود القوة. من المحتمل أن ترشح "فتح" عنها في الانتخابات القاتل مروان البرغوثي، لكن يجب أن لا ننسى أن "حماس" تحظى بتأييد كبير جداً في يهودا والسامرة".

-هل تورط حزب الله في الحرب في سورية يضمن لنا هدوءاً على حدود لبنان؟

 

•"منذ مشاركة حزب الله في المعارك في سورية تكبد الكثير من الخسائر. بالنسبة إلينا هذا أمر إيجابي، لكن الحزب يقاتل في سورية في إطار قوات عسكرية نظامية وعقيدة قتالية مختلفة. لذا لو اضطررنا إلى الدخول في مواجهة معه في المستقبل، فإن هذه الحرب ستكون مختلفة عن الماضي".