فشل في القدس الشرقية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•"ليس هناك بعد اليوم جزرة بل عصا" هكذا هدد نائب رئيس بلدية القدس والمسؤول عن حقيبة التخطيط مئير ترجمان في مقابلة أجرتها معه "إذاعة القدس" غداة الهجوم الذي أدى إلى مقتل الشرطي يوسي كيرمه والمواطنة ليفنه مليحي. وأعلن ترجمان أنه من الآن وصاعداً سيستبعد عن جدول أعماله كل خطة لإعطاء تراخيص بناء لفلسطينيين في القدس الشرقية، وقال "إنهم يريدون قتلنا وتدميرنا... لقد عشنا في كذبة أنه لو أعطيناهم وساعدناهم سيغيرون سلوكهم الهمجي. لكن يتبين أنه لا يوجد شيء يساعد".

•لقد اعتذر رئيس بلدية القدس عن كلام ترجمان وأصدر مكتبه بياناً جاء فيه: "إن السبيل للقضاء على الإرهاب هو أن نحارب بيد من حديد أولئك الذين اختاروا طريق الإرهاب، وفي المقابل تقوية المعتدلين وخدمة السكان الراغبين في العمل وفق القانون". لكن على الرغم من ذلك لم يفكر [نير] بركات [رئيس بلدية القدس] في إقالة ترجمان أو في استرجاع حقيبة التخطيط المهمة منه. وربما يعود ذلك إلى أننا لو تعمقنا في الكلام الصادر عن بركات خلال السنة الأخيرة نجد أن الفارق بينه وبين نائبه ليس كبيراً، فهو يتباهى بنجاح التعاون بين البلدية والشرطة والشاباك في الانتصار على الإرهاب في القدس. فالشرطة شاركت في اختيار المدرسة التي ستحظى بيوم دراسي طويل، ومراقبو البلدية "عاقبوا" التجار في المناطق التي شهدت هجمات، وعائلات راشقي الحجارة دفعوا غرامات للبلدية. وقبل شهر قال بركات أمام نشطاء من الليكود: "فجأة سيفهم السكان السيئون أن الأجهزة الحكومية تتعاون، وأنه ليس سهلاً أن تكون شريراً".

•لقد أمل سكان القدس بعد 50 عاماً من "توحيد" المدينة أن تُقدم الخدمات البلدية بصورة متساوية، وأن يكون هذا أمراً مفروغاً منه وجزءاً من الحياة في المدينة ومن حقوق سكانها، وليس أداة في يد السلطة من أجل قمعهم وتأديبهم. 

 

•وبعد نصف قرن كنا نأمل أن تفهم القيادة الإسرائيلية أن الصراع على القدس هو صراع قومي وسياسي ذو مكونات دينية، ولا يمكن حله من خلال منع إعطاء تراخيص بناء أو توزيع  مخالفات وقوف للسيارات.