صعود مكانة إسرائيل في العالم
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•قد يكون تعبير "شرق أوسط جديد" من أكثر التعابير إثارة للسخرية في زماننا. لقد آمن شمعون بيرس إيماناً مطلقاً بأن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو سبب معظم الأزمات التي يعانيها الشرق الأوسط، وسبب كذلك لعدم استقراره - ولاستمرار عداء الدول العربية لإسرائيل - وبأن اتفاق أوسلو سيحمل معه خلال زمن قصير تغيراً وسيعمّ بين جميع الشعوب والدول تعاون حقيقي.

•لكن يبدو أن بيرس لم يفهم العالم العربي الذي، على الرغم من تعاطفه العلني مع مصير الفلسطينيين، لم ينظر إلى علاقته بإسرائيل من منظور الموضوع الفلسطيني فقط، بل كذلك من منظور مصالح وطنية خاصة واعتبارات جيوسياسية مختلفة، كان لها في هذا الإطار دور لا يقل أهمية بالنسبة إليه.

•علاوة على ذلك، فإن جزءاً من العالم العربي ومعه أغلبية من الفلسطينيين، لم يعتبروا يوماً ولا هم يعتبرون الآن، أن قيام دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين هو هدفهم الحصري، ولكن هدف هؤلاء هو زوال دولة اليهود. لم يكن في إمكان بيرس وكثيرين يفكرون مثله التنبؤ مسبقاً بـ"الربيع العربي" وما سينتج عنه، ولا بالقاعدة وداعش والفوضى العامة الميؤوس من إصلاحها التي سيطرت على الشرق الأوسط "الجديد" – وهي كلها تطورات لا علاقة لها بالموضوع الفلسطيني - لكن هذه الوقائع فرضت نفسها على الجميع بصورة لم يعد في إمكان أحد تجاهلها.

•في مراسم دفن بيرس قال الرئيس أوباما إن الزعيم الراحل فهم أن "الأمن الحقيقي هو السلام". ثمة شك في أن بيرس نفسه يؤيد هذا الكلام لأنه أدرك في قرارة نفسه كما أدرك قبله ديفيد بن غوريون وزئيف جابوتنسكي أن الأمن والقدرة على الدفاع عن النفس هما بالنسبة إلى إسرائيل الشرطان الأساسيان ليس فقط من أجل تحقيق السلام وضمان استمراره مع مرور الزمن، بل من أجل ضمان جوهر وجودها.  

•لقد تمكن بيرس من رؤية المفارقة التاريخية التي تجسدت بقيام شرق أوسط جديد، لكنه شرق أوسط مختلف وعلى النقيض التام مما توقع بيرس. 

•في هذه الفترة نُشر مقال كتبه أحد أهم خبراء الشؤون الدولية في العالم البروفسور والتر راسل ميد، الأستاذ في جامعة يال، تحدث فيه، بعد تطرقه إلى النجاحات التي حققتها الدبلوماسية الإسرائيلية في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، عن "الاحترام المتزايد الذي تحظى به إسرائيل في نظر جميع الزعماء العرب تقريباً في الشرق الأوسط، بمن فيهم الذين هم على عداء معها". وفي رأي البروفسور ميد أن نجاح رئيس الحكومة نتنياهو في هذا الموضوع يعود إلى أنه يفهم ("أكثر من أوباما") كيف يسير العالم، وأن العالم العربي السني يشعر بأنه مهدد تحديداً من جانب إيران ومن جانب ما يحدث في سورية. وفي رأيه، فإن العالم يعترف بأهمية قوة إسرائيل.

 

•ويخلص ميد إلى القول بأن "هناك ما يشبه الانقلاب في مكانة إسرائيل في المنطقة". وفي رأيه أن التطورات الأخيرة قلصت في أنظار العالم وخصوصاً في العالم العربي، أهمية الموضوع الفلسطيني - وعززت وضع إسرائيل الإقليمي والدولي.