من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
علمت صحيفة "هآرتس" أن مزارعين من عدة مستوطنات يهودية في منطقة بيت شيمش [اللطرون] شمالي القدس التي تقع داخل الخط الأخضر، يستخدمون منذ عشرات السنوات مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية الخاصة الواقعة وراء الخط الأخضر ويقومون بزراعتها بعد أن سلمتها إليهم "دائرة أراضي إسرائيل".
وتبلغ مساحة هذه الأراضي نحو 1500 دونم وهي تعود إلى ملكية سكان ثلاث قرى فلسطينية كانت إسرائيل هدمتها في إثر احتلال الضفة الغربية خلال حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967].
وتبين من تحقيق أجرته الصحيفة أن "دائرة أراضي إسرائيل" سلمت هذه الأراضي الفلسطينية الخاصة إلى مزارعي المستوطنات اليهودية في منطقة بيت شيمش منذ بداية ثمانينيات القرن العشرين الفائت، بالرغم من أن هذه الدائرة لا تملك صلاحية تسليم أراض تقع في المناطق [المحتلة] إلى مزارعين إسرائيليين.
كما تبين أن لدى أصحاب هذه الأراضي من الفلسطينيين وثائق وصوراً تثبت ملكيتهم لهذه الأراضي وأنها مسجلة باسمهم في دائرة الطابو.
وقالت موظفة سابقة في "الإدارة المدنية" التابعة للجيش الإسرائيلي لـ"هآرتس" إن هذه الإدارة كانت على علم بأمر تسليم أراض فلسطينية خاصة إلى مزارعين إسرائيليين.
ورفضت مصادر "الإدارة المدنية" التعقيب على هذا النبأ واكتفت بالقول إنها ستفحص الموضوع.
وقال الناشط الإسرائيلي اليساري درور أتكيس من منظمة "كرم نبوت" المتخصصة في البحث في سياسة إسرائيل في المناطق [المحتلة]، إنه لا شك في أن هذه الأراضي تعود إلى ملكية فلسطينية.
وأشار أتكيس إلى أن صوراً تم التقاطها من الجو تُظهر أن سكان القرى الفلسطينية [التي جرى هدمها] كانوا يزرعون تلك الأراضي قبل هدم قراهم. وقال إنه ليس واضحاً بعد كيف وضعت "إدارة أراضي إسرائيل" يدها على هذه الأراضي، وشدّد على أن هذه الإدارة لا تملك أي صلاحية أو تفويض للقيام بخطوة كهذه.