أوباما يتحمل فشل تحريك عملية السلام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

•اللقاء الـ17 بين باراك أوباما وبنيامين نتنياهو أول من أمس، كان لقاء بين أكبر فشلين مدوّيين في تاريخ محاولات تحقيق السلام في الشرق الأوسط. لم يكن كثيرون يتوقعون أن يعمل نتنياهو على إنهاء الاحتلال وتحقيق التسوية، لذلك فإن الجزء الأكبر من خيبة الأمل التاريخية هي من أوباما، الذي كان هذا لقاءه الأخير كرئيس للولايات المتحدة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية.

•أثار انتخاب أوباما أملاً كبيراً ليس وسط الأميركيين فحسب بل أيضاً في نفوس الإسرائيليين والفلسطينيين الذين سئموا سفك الدماء المتبادل. بعد مرور ثمانية أعوام ليس في إمكان أوباما أن يسجل لنفسه ولو إنجازاً متواضعاً واحداً في هذا المجال. ربما سيذكر التاريخ أوباما كرئيس عظيم بالنسبة لبلاده، لكن بالنسبة إلى الشرق الأوسط فإنه سيذكر بصفته أحد أكبر الفاشلين من بين الرؤساء.

•جاء الاجتماع بين الرئيسين بعد بضعة أيام من توقيع اتفاق المساعدة السخية لإسرائيل في العقد القادم. لم ينجح الشخص الذي وقع على منح 38 مليار دولار لإسرائيل في استخدام هذه المساعدة الاستراتيجية من أجل الدفع قدماً بأهدافه المعلنة. عشية اللقاء مع نتنياهو قال أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن ان يستمر إلى الأبد، مع العلم بأن سياسة إدارته مثل سياسة جميع الإدارات السابقة، هي التي تتيح استمرار الاحتلال، وهي التي تموّله وتسلّحه. وباستثناء تجميد البناء في المستوطنات فترة قصيرة لم تتعد العشرة أشهر، لم ينجح أحد أهم الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة وأكثرهم قوة واحتراماً، في قيادة عملية ما تؤدي إلى إنهاء الاحتلال. ولم يبق من خطاباته المنمقة والجميلة غير الكلمات الجوفاء التي ذهبت أدراج الرياح، ولم تترافق بأي فعل.

•إن الشخص الذي رفع شعار "نعم نحن قادرون" [Yes We Can] اتضح في نهاية ولايتين أنه غير قادر، بل حتى إنه لم يحاول. وباستثناء إرساله موفداً خاصاً [جورج ميتشل] الذي فشل، ووزير خارجيته الذي فشل هو أيضاً، يبدو أوباما كأنه تخلى عن حل النزاع.

•لقد كان هذا خطأه الفادح. والولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة عن استمرار النزاع، وهي لا تستطيع أن تسمح لنفسها بالانفصال عنه وترك الطرفين ينزفان. إن هذا النزاع سيبقى يطارد الولايات المتحدة. يدرك أوباما  ذلك، لكنه يبدو وكأنه رفع يديه واستسلم.