•مرّ "الموسم الحار" لهذه السنة، أي شهرا تموز/يوليو - آب/أغسطس الماضيين، بهدوء نسبي، بعد أن كان من المنتظر أن تشهد إسرائيل تصعيداً أمنياً. لكن هذا الهدوء يمكن أن يكون مضللاً، فالتوتر الذي حدث في الأسبوع الماضي في غزة (إطلاق صاروخ على سديروت والهجوم الجوي الكثيف لسلاح الجو الذي أعقبه) لم يتبدد بعد. ويحاول الطرفان، إسرائيل و"حماس"، وضع "قواعد لعبة جديدة" قبل جولة القتال المقبلة التي لا بد أن تحدث عاجلاً أم آجلاً. وأي حادث ثانوي نسبياً (اطلاق صواريخ وهجوم جوي إسرائيلي آخر) يمكن أن يتسبب بتصعيد كبير على الرغم من عدم رغبة الطرفين بذلك. في هذه الأثناء، ساد هذا الأسبوع هدوء متوتر في الجنوب. وأتاح ذلك لوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الوقت للاهتمام بموضوعات أقل إلحاحاً - مثل التحقيقات والاتهامات الموجهة إلى جنود في حوادث قتل فلسطينيين في المناطق.
•من المفيد متابعة كيفية تأقلم أفيغدرو ليبرمان في منصب وزير الدفاع الذي كان يحلم به طوال حياته. عندما استلم ليبرمان مهماته كان ينوي تشكيل خلية نحل من جنرالات في الاحتياط تقدم له المشورة من كثب، لكن عندما رأى أن الجيش والمؤسسة الأمنية يقفان بصورة مطلقة إلى جانب "المدير" الجديد (وشعر بأنه ليس بحاجة إلى المشورة) تخلى عن مجموعة المستشارين التي لم تجتمع قط.
•بعد 4 أشهر من وجوده في منصبه يشعر ليبرمان بأنه في بيته سواء في إدارته لمبنى هيئة الأركان العامة، أو لوزارة الدفاع في الكرياه في تل أبيب (وكذلك في مواقع أمنية أكثر حساسية). في النقاشات الأمنية التي يجريها لا يلقي ليبرمان خطابات طويلة، وأحياناً يعبر عن رأيه فقط من خلال النظرات. هناك أطراف تقول أمام الصحافيين إن ليبرمان لا يدعو جميع الطواقم الأمنية المطلوبة إلى الاجتماع لأنه لا يقيم لهم وزناً (بالتأكيد تكذّب أوساط ليبرمان هذه الادعاءت بصورة مطلقة). مسألة أخرى أشعلها ليبرمان فور تسلمه منصبه هي تكليف المدير العام لوزارة الدفاع اللواء في الاحتياط أودي أدام، فحص إمكانية اغلاق محطة الإذاعة العسكرية غالي تساهل. من الصعب معرفة ما هو قرار ليبرمان عندما ستقدم إليه التوصية في هذا الشأن في وقت قريب، لكن جميع الدلائل تشير إلى أن غالي تساهل لن تُغلق.
•لكن الأحداث الأمنية المهمة فعلاً هذا الأسبوع هي تلك التي حدثت في شمال سورية، حيث تقدم الجيش التركي من أجل إعادة عجلة الأمور إلى الوراء ومنع قيام دولة كردية بالقرب من الحدود التركية. لم تحظ هذه الخطوة باهتمام من جانب الإعلام الإسرائيلي على الرغم من أهميتها الإقليمية الكبيرة. وفي الصورة الأوسع يبدو أن هذا الغزو يشكل جزءاً من النظام الإقليمي الجديد الآخذ في التبلور كلما اقتربت هزيمة داعش وتراجعت قوة الحرب الأهلية السورية.
•وليس بعيداً من سورية، بالنسبة إلى إسرائيل كانت هضبة الجولان هادئة نسبياً في هذا الصيف، واستغل الجيش الإسرائيلي ذلك من أجل القيام بمناورة ذات أهمية كبيرة في الأسبوع الماضي.
•ولأسباب مفهومة لا يمكن التحدث عن المناورة، لكن ليس من المبالغة القول إن الجيش مستعد لأشكال جديدة من القتال مستقبلاً. من الناحية التكنولوجية، اشتملت المناورة على وسائل غير مأهولة في القتال البري، ووضعت وسائل تواصل في خدمة القوات والمتدربين شبيهة بوسائل التواصل التي لدى مستخدمي الهواتف الذكية.
•في أعقاب نجاح المناورة، سينجز الجيش في وقت قريب برنامجاً لهواتف ذكية مشفرة تعطى للمقاتلين والضباط (بدلاً من الهاتف النقال المشفر الذي أحيل إلى التقاعد). وتقوم شركة موتورولا بتنفيذ هذا المشروع الكبير.