قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن وضع إسرائيل الأمني تحسّن كثيراً منذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة قبل عامين [صيف 2014]، وأشار إلى أن إسرائيل باتت أيضاً تتعاون مع جهات تعتبر حركة "حماس" عدواً مشتركاً.
وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى جنود الجيش الإسرائيلي الذين قتلوا أثناء هذه العملية أقيمت في "جبل هرتسل" في القدس مساء أمس (الثلاثاء)، أن المساعي الفلسطينية الرامية إلى عزل إسرائيل على الساحة الدولية في إثر العملية مُنيت بالفشل إذ إن مكانة إسرائيل الدولية ما تزال متينة.
وقال رئيس الحكومة إنه في حال مبادرة حركة "حماس" إلى خوض مواجهة عسكرية أخرى مع إسرائيل ستردّ لها الصاع صاعين، وأكد أنه إذا ساد الهدوء إسرائيل فسيسود قطاع غزة كذلك لكن كل من سيحاربها سيجلب على نفسه الدمار والخراب.
وتخللت كلمة نتنياهو هتافات رددها أبناء عائلات إسرائيلية قُتل أبناؤها خلال العملية العسكرية طالبوا فيها بإقامة لجنة تحقيق رسمية لتقصي وقائعها وأعلنوا أنهم لا يثقون برئيس الحكومة ووزرائها.
من ناحية أخرى عقب نتنياهو على نية الفلسطينيين رفع دعوى دولية ضد بريطانيا بسبب إصدار وعد بلفور قبل نحو مئة عام [1917]، فقال إن هذه الخطوة الفلسطينية تبرهن مرة أخرى أن الفلسطينيين لا يعارضون الدولة اليهودية فحسب بل أيضاً مجرد فكرة إقامة بيت قومي لليهود.
وأضاف نتنياهو خلال كلمة ألقاها في مراسم الذكرى السنوية لوفاة مؤسس الحركة الصهيونية بنيامين زئيف هرتسل مساء أمس، أن لب النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يكمن في رفض الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية مهما تكن حدودها.
وأعلن نتنياهو الليلة الماضية رفضه تصريحات أدلى بها وزير التربية والتعليم نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] إلى وسائل إعلام في وقت سابق أمس وقال فيها إن رئيس الحكومة يتنصل من المسؤولية عن موضوع الأنفاق الهجومية التي حفرتها "حماس" وقامت باستخدامها خلال عملية "الجرف الصامد".
وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنه لا أساس من الصحة لادعاءات بينت أنه لم يتم عرض هذا الموضوع على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية قبل اندلاع العملية العسكرية. وأعرب البيان عن أسفه لقيام البعض بتضليل الجمهور العريض فيما يتعلق بمواضيع أمنية مهمة.
في المقابل أعرب عضو الكنيست يائير لبيد رئيس حزب "يوجد مستقبل" عن موقف مماثل لموقف بينت.
وقال لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام لدى وصوله إلى الاجتماع الذي عقدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بمشاركة رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غادي أيزنكوت أمس، إن عملية "الجرف الصامد" اشتملت على إخفاقات خطرة ولا سيما من حيث طريقة نقل المعلومات إلى المجلس الوزاري المصغر وطريقة اتخاذ القرارات.
وأضاف لبيد الذي كان وزيراً للمال وعضواً في المجلس الوزاري المصغر أثناء تلك العملية العسكرية، أن على رئيس الحكومة الإقرار بوقوع أخطاء خلال العملية.