الهجرة الطوعية ليهود فرنسا
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•يبلغ عدد أفراد الجالية اليهودية في فرنسا نحو نصف مليون يهودي، وهي الجالية الثانية الأكبر خارج إسرائيل. أغلبية أعضاء الجالية هم أبناء عائلات جاءت من شمال أفريقيا قبل 50 عاماً. في تلك الفترة غادر الفرنسيون مستعمراتهم في الجزائر والمغرب وتونس، وانقسمت العائلات والجاليات اليهودية بين تلك التي هاجرت إلى إسرائيل وتلك التي انتقلت إلى فرنسا. وتمتاز هذه الجالية بحبها الكبير لإسرائيل وتماهيها العميق معها.

•في السنوات الأخيرة أصبح الوجود اليهودي في فرنسا أكثر تعقيداً. فبالاضافة إلى الارتفاع الحاد جداً في الأحداث المعادية للسامية والتي شملت هجمات دموية ضد يهود في مدرسة "أوتسار هتوراه" في تولوز وفي هيبر ماركت كاشير في قلب باريس، تضغط بقوة أيضاً مسألة هوية فرنسا القومية. وفي خضم هذه الأسئلة كلها يتساءل العديد من اليهود بينهم وبين أنفسهم فيما إذا يوجد مستقبل لليهود في فرنسا؟

•ومثل كل قضية، في هذه القضية أيضاً ليس لدى اليهود جواب واحد ووحيد. هناك من يعتقد أن من واجبهم أن يصمدوا كيهود في فرنسا وأن يواجهوا المشكلات كمواطنين في هذه الدولة وأن لهم دوراً فاعلاً في الخطاب العام؛ وهناك من يعتقد أن فرنسا كانت فقط محطة في ....... اسرائيلية وأنه حان الوقت للهجرة إليها؛ وهناك من يعتقد أن مستقبل أولادهم هو خارج فرنسا موطنهم. وخلال العشر سنوات الأخيرة هاجر إلى إسرائيل 25 ألف يهودي من فرنسا، بينهم 20 ألفاً في السنوات الثلاث الأخيرة.

•يجب أن نتذكر أن الهجرة من فرنسا هي هجرة طوعية وليست فراراً. والدافع لكل مهاجر هو شخصي جداً. وعلى الرغم من تأثير الأحداث العنيفة ذات الخلفية المعادية للسامية، هناك بالطبع اعتبارات أخرى تلعب دوراً مهماً: العلاقة بإسرائيل وبعائلة موجودة هناك، الاحساس بالانتماء إلى إسرائيل وإلى المشروع الصهيوني، والرغبة في ضمان مستقبل خال من الخوف لأولادهم، وإمكانيات مختلفة للتطور في مجالات اقتصادية وشخصية. إن الجو السائد وسط الجالية اليهودية في فرنسا متوتر جداً بعد الهجمات، وحتى عندما لا تكون موجهة ضد اليهود. وما جرى في قاعة باتاكلان وعلى كورنيش نيس يولّد خوفاً كبيراً. لكن يجب ألا ننسى أن كثيراً من الفرنسيين، من اليهود وغير اليهود، غادروا في السنوات الأخيرة فرنسا واستقروا في دول أخرى، في الأساس على خلفية اقتصادية.

•وها هم آلاف اليهود يختارون التوجه تحديداً إلى إسرائيل وجميع أبواب العالم مفتوحة أمامهم. في الطائرة التي حملت بالأمس إلى إسرائيل نحو 200 مهاجر كان هناك أطباء وصيادلة ومهندسون ومحاسبون، وكلهم كان بإمكانهم البحث عن حظهم في ما وراء البحار واختاروا المجي إلى إسرائيل. إنهم ببساطة يريدون أن يربطوا حياتهم بحياتنا، ومصيرهم بمصير المشروع القومي للشعب اليهودي. إن العلاقة الفرنسية في وقتنا الحالي هي علاقة صهيونية، وهي جزء لا يتجزاً من علاقات حياتنا مع هذا البلد.