زيارة وزير الخارجية المصري لإسرائيل تعبير عن مصالح مشتركة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري للقدس واجتماعه مع رئيس الحكومة وزير الخارجية بنيامين نتنياهو، تعبير علني وشعبي عن العلاقات الخاصة – ولا سيما التعاون الأمني – التي تراكمت في السنتين الأخيرتين بين الدولتين. وتسارعت منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم. 

•توجد مصالح مشتركة بين الدولتين: حرب ضد ارهاب تنظيم داعش الذي ألحق ضرراً بالاقتصاد المصري وبمداخيله من السياحة؛ ومساع مشتركة من أجل عزل حركة "حماس"؛ والرغبة في كبح نفوذ إيران. ووفقاً لموقع "إيلاف"، تساعد إسرائيل  مصر من خلال تقديم معلومات استخباراتية  في الصراع ضد داعش في سيناء، وتحدثت تقارير أجنبية عن مشاركة طائرات إسرائيلية في بعض الهجمات ضد الارهابيين.

•إن ما سرّع في زيارة الأمس هو أيضاً النجاحات الدبلوماسية – الأمنية التي حققتها حكومة نتنياهو في تركيا وزيارته أفريقيا. إن اتفاق المصالحة مع تركيا، الذي لا يستحسنه المصريون، ومؤتمر القمة مع سبع زعماء دول في شرق أفريقيا، التي يوجد لجزء منها، ولا سيما أثيوبيا، خلافات مع مصر بشأن مياه النيل، عززا أكثر فأكثر مكانة إسرائيل كقوة عظمى اقليمية.

•ويمكن افتراض أن الزيارة تمت بمعرفة من السعودية التي تدعم مصر مالياً وتمنحها مساعدة مالية سخية بمليارات الدولارات. ولولا هذه المساعدة لكان الاقتصاد المصري تدهور أكثر مما هو عليه حالياً. وهكذا بعد عامين من الاتصالات السرية، تخرج هذه الزيارة إلى العلن العلاقات بين مصر وإسرائيل التي كان يدور معظمها تحت الرادار.

•ونظراً الى أنه ليس هناك شيء مجاني، فمن الطبيعي أن تنتظر مصر من إسرائيل تعويضاً. والتعويض الذي تأمله القاهرة هو تحريك خطوات سياسية مع السلطة الفلسطينية، وهذا ما شدد عليه شكري في ختام لقائه مع نتنياهو. ومن هذه الناحية تعتبر الزيارة تتمة لخطاب الرئيس السيسي الذي طرح فكرة "المبادرة المصرية لعقد مؤتمر سلام إقليمي".

•إلى أي حد سيكون نتنياهو مستعداً للتجاوب مع المصريين؟ هذه مسألة أخرى. هو يعلم جيداً أن القضية الفلسطينية ليست مدرجة في أعلى جدول أعمال مصر السياسي والأمني. لكنه يدرك الحساسية المصرية إزاء كل ما له علاقة بمكانتها في العالم العربي.

 

•إذا كان رئيس الحكومة صادقاً ومهتماً فعلاً بترسيخ موقع إسرائيل داخل ما يسميه "كتلة سنية" تتألف من دول مثل مصر والسعودية واتحاد الإمارات والكويت وبالطبع الأردن والمغرب، التي تشكل جداراً حديدياً في مواجهة "الكتلة الشيعية" التي تحاول إيران بناءها في العراق ولبنان (حزب الله)، فإن عليه أن يقدم شيئاً في المقابل.

 

 

المزيد ضمن العدد 2408