تقرير اللجنة الرباعية الدولية إهانة للذكاء
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•نُشر تقرير اللجنة الرباعية يوم الجمعة في ظل الأحداث الإرهابية القاسية التي شهدتها إسرائيل، لكن إعداده تقرر قبل نحو خمسة أشهر. كان الهدف من التقرير تحديد العوائق الموجودة على الأرض والتي تمنع السعي نحو حل الدولتين، وتقديم توصيات مفيدة تتيح للطرفين تحقيق هدفهم السياسي المعلن: سلام يستند إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. وكان من المفترض نشر التقرير قبل بضعة أسابيع، لكن ضغوطاً سياسية أدت إلى تأجيل نشره، وعلى ما يبدو إلى إدخال تغييرات في المضمون.

•اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التقرير تعبيراً عن إرثه السياسي، وزعماء مهمون ورصينون في العالم أملوا أن يتحول إلى علامة طريق في المسعى الدولي المكثف للمساهمة في تحقيق السلام. لقد قرأت صفحات التقرير التسع مرتين قبل أن أكتب أنه إهانة للذكاء، إذ بدلاً من عرض دقيق وصادق للوضع في المناطق فعلاً، نحن أمام وثيقة أخرى للأمم المتحدة تسعى إلى المحافظة على التوازن "المقدس" بين الطرفين، واسترضاء الجميع والاكتفاء بالقاسم المشترك في الحد الأدنى. ووصف الوضع كما هو لا يبرر الأشهر الطويلة التي استغرقها إعداد التقرير: التحريض في وسائل الإعلام وبخاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، عدد الحوادث والقتلى، حجم البناء في المستوطنات، وحجم المنطقة التي أعلنتها إسرائيل "أرض دولة" في المنطقة ج الواقعة تحت السيطرة الأمنية والمدنية لإسرائيل، هدم المنازل، والاعتقالات الإدارية وانتقادات موجهة إلى زعماء من الطرفين.

•قد يعتقد القارئ أن الطرفين يريدان التوصل إلى حل الدولتين بصدق لكنهما لا ينجحان في ذلك، وهنا أتت اللجنة الرباعية، وبعد عدة أشهر من العمل حددت ما الذي يمنع تحقيق الهدف المشترك، وأوصت بحلول. فهي على سبيل المثال تدعو إلى وحدة فلسطينية بين السلطة في قطاع غزة والضفة الغربية على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية (أي الاعتراف باتفاق أوسلو)، والالتزام بشروط اللجنة الرباعية الدولية (أي دعوة حماس إلى عدم استخدام العنف والاعتراف بإسرائيل). كما تدعو اللجنة إلى وقف البناء في المستوطنات ووقف التحريض. يقول التقرير البديهيات مع تجاهل واضح لفرص تحقيقها. إنه هروب نحو أحضان المواقف المبدئية والشعارات المعروفة بدلاً من مواجهة الوقائع وطرح اقتراحات حقيقية. من فعلاً يعتقد أن في إمكان أبو مازن وقف التحريض؟ وأن "حماس" ستقرر الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاق الذي وقعته منظمة التحرير معها؟ وأنه في عهد الحكومة الحالية يمكن التوصل إلى أغلبية تدعم حل الدولتين ووقف البناء في المستوطنات؟

 

•وبدلاً من إمعان النظر في الموضوع واقتراح شيء عملي أكثر جدية (من نوع اتفاق تدريجي تكون مرحلته الأولى دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة بناء على "خريطة الطريق" لسنة 2003)، يتلهى المجتمع الدولي بكتابة ورقة تشكل إهانة للذكاء.

 

 

المزيد ضمن العدد 2406