•كان من المفترض أن تشمل الصفقة بين إسرائيل وتركيا استرجاع جثتي الجنديين هدار غودلين وشاؤول أورن، والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. تتحدث الصفقة عن مجموعة تسهيلات ستمنحها إسرائيل للفلسطينيين من بينها بناء مستشفى وإدخال أدوية وطاقم طبي تركي إلى القطاع، وإقامة مرفأ بحري وتحويل 20 مليون دولار إلى الأتراك كتعويضات عن قتلى سفينة مافي مرمرة. لقد حصلت إسرائيل على القليل من هذه الصفقة، خاصة بعد أن رُفض طلبها طرد قيادة "حماس" من تركيا.
•مقابل التسهيلات الكبيرة والتعويض القليل الذي حصلت عليه إسرائيل من الصفقة، كان ينبغي أن تشمل الصفقة أيضاً إعادة المواطنين الإسرائيليين وجثتي الجنديين إلى عائلاتهم. وتدل تجربة الماضي على أن إسرائيل في نهاية الأمر تفي بوعودها ولا تتخلى عن جنودها في المعركة مهما كان وضعهم، وهي ستضطر لأن تدفع ثمناً إضافياً بالاضافة إلى الثمن الذي دفعته حالياً.
•لقد كان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أول من تحدث في خطاب له بعد حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]، عن وجود أشلاء تعود إلى جثث جنود إسرائيليين لدى التنظيم الشيعي. وهو أدرك منذ اللحظة الأولى مدى الأهمية التي يوليها اليهود ودولة إسرائيل للدفن اللائق لأي يهودي. وبهدف إثارة المجتمع الإسرائيلي وممارسة الضغط على متخذي القرارات لتنفيذ صفقة من أجل إطلاق جنود مخطوفين جرحى، عمد نصر الله إلى فتح بازار جديد هو التفاوض على أشلاء جثث.
•شاهدت "حماس" حزب الله وتعلمت من أخيها الأكبر. إن مشروع الأنفاق الذي يتطلب موارد ضخمة ويداً عاملة والذي تستثمر فيه "حماس"، يهدف إلى غرض واحد هو: التمكن من خطف جنود أو مدنيين من أجل إجراء مفاوضات مع إسرائيل.
•بعد المحاولة الناجحة للحركة في ما يتعلق بصفقة غلعاد شاليط، وضعت "حماس" في عملية الجرف الصامد خطف جنود كهدف له الأولوية. وبذلت كل ما في وسعها من أجل خطف جنود، واستخدم بروتوكول هنيبعل خلال العملية لإحباط احتمالات حدوث ذلك. وبعد مقتل شاؤول أورن وهدار غودلين، سارعوا في "حماس" إلى اعلان وجود أشلاء في حوزتهم بهدف التوصل إلى صفقة مع إسرائيل.
•تظهر كمية الكتابات وأفلام الفيديو التي عرضتها "حماس" عن غلعاد شاليط بمناسبة الذكرى العاشرة لاختطافه، الزخم الذي حصلت عليه الحركة من الصفقة الناجحة، ومحاولاتها الحصول بعد عشر سنوات على العملية، على دعم الفلسطينيين في غزة. والتوصل إلى صفقة أخرى مع إسرائيل من شأنه مواصلة تعزيز مكانة هذا التنظيم الفلسطيني.
•كان يجب أن يتضمن الاتفاق مع تركيا الذي أعطت إسرائيل فيه الكثير ولم تربح سوى القليل،إعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين. لكن على الرغم من ذلك يجب القول ومع الأسف الشديد، أنه ممنوع على إسرائيل بأي صورة من الصور اجراء مفاوضات منفصلة مع "حماس" لاعادة أشلاء الجثتين.
•إذا وافقت إسرائيل على مفاوضات خاصة مع "حماس" لقاء استرجاع أشلاء الجنديين، فإن بروتوكول هنيبعل لمنع خطف جنود بهدف إجراء صفقات تبادل للأسرى سيتحول إلى أداة فارغة.
•ممنوع الخضوع إلى "تجارة أشلاء الجثث". فإذا خضعنا اليوم، فإن جولات القتال القادمة في مواجهة التنظيمات الارهابية في المستقبل، ستكون أكثر خطورة لجنود الجيش الإسرائيلي، وستجد إسرائيل نفسها خاضعة مجدداً لمفاوضات على أشلاء الجثث.