إسرائيل وتركيا تعلنان اليوم التوصل إلى اتفاق حول إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

من المتوقع أن تعلن إسرائيل وتركيا اليوم (الاثنين) التوصل إلى اتفاق حول إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين التي شهدت تدهوراً منذ ست سنوات في إثر الهجوم الذي شنته قوات كوماندوس تابعة لسلاح البحر الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة وتسبب في مقتل 9 نشطاء أتراك كانوا على متنها. 

وسيصدر الإعلان الرسمي عن تفاصيل الاتفاق عن الطرفين الإسرائيلي والتركي في الوقت عينه، حيث سيعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يزور روما حالياً مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم، فيما يعقد رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم مؤتمراً صحافياً في أنقرة في الساعة عينها. 

وسيتم توقيع الاتفاق غداً (الثلاثاء). وسيوقعه عن الجانب الإسرائيلي المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية وعن الجانب التركي المدير العام لوزارة الخارجية التركية.

وقال مصدر حكومي رفيع في أنقرة إن الاتفاق يعتبر نصراً دبلوماسياً لتركيا على الرغم من رفض إسرائيل رفع الطوق الأمني المفروض على قطاع غزة.

وأوضح هذا المصدر في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأحد)، أن تركيا ستنقل إلى غزة مساعدات إنسانية ومعدات غير عسكرية، وأشار إلى أن بلده سيعمل على تطوير البنى التحتية في القطاع وعلى إقامة مستشفى وتشييد مبان سكنية وحل أزمتي نقص المياه وانقطاع الكهرباء.

وستدفع إسرائيل إلى تركيا تعويضات بقيمة 21 مليون دولار عن أحداث سفينة "مافي مرمرة". 

وقال مسؤول رفيع في القدس إنه سيتم تحويل هذه الأموال فقط بعد أن يصادق البرلمان في أنقرة على مشروع قانون ينص على التزام تركيا بإلغاء جميع الدعاوى التي قدمت ضد جنود الجيش الإسرائيلي وضباطه بشبهة ارتكاب جرائم حرب. 

وتلقت إسرائيل رسالة تتضمن توجيهات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السلطات المختصة في بلده بما في ذلك أجهزة الاستخبارات، تقضي بالعمل على إنهاء ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة أن تركيا التزمت بموجب الاتفاق بمنع حركة "حماس" من القيام بأي نشاط "إرهابي" أو عسكري ضد إسرائيل انطلاقاً من أراضيها. وأضافت هذه المصادر أن إسرائيل لم تستجب لمطلب أنقرة رفع الطوق الأمني عن قطاع غزة، لكنها وافقت على قيام تركيا بتقديم دعم إنساني إلى سكان القطاع.

وفي المقابل قال القيادي في حركة "حماس" أحمد يوسف إن تركيا وضعت قيادة الحركة في صورة آخر التطورات المتعلقة بمفاوضات المصالحة مع إسرائيل وخصوصاً مسألة الطوق الأمني المفروض على قطاع غزة.

ولم يستبعد يوسف في حديث أدلى به إلى وكالة الأنباء الفلسطينية "معاً" أمس، احتمال أن تتوسط تركيا في مرحلة مقبلة بين إسرائيل و"حماس" لتنفيذ صفقة تبادل أسرى بينهما.

وكان رئيس الحكومة نتنياهو قال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس، إن هناك الكثير من المعلومات المضللة بشأن الاتفاق الآخذ بالتبلور مع تركيا لإعادة تطبيع العلاقات الثنائية. 

وأوضح نتنياهو أن إسرائيل تواصل سراً وعلانية بذل جهود متواصلة من أجل إعادة جنديي الجيش الإسرائيلي أورن شاؤول وهدار غولدين المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة اللذين أعلن عنهما أسيرين قتيلين، وكذلك من أجل إعادة إسرائيليَّين آخرين محتجزين هناك.

وتظاهر قبالة ديوان رئاسة الحكومة في القدس صباح أمس أفراد عائلة الإسرائيلي أفرا منغيستو المحتجز لدى حركة "حماس" في قطاع غزة للمطالبة بإعادته قبل توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وقال شقيق منغيستو إن الحكومة وأعضاء الكنيست قاموا بخداعهم.

ونصب أبناء عائلة أورن شاؤول، أحد الجنديين اللذين تحتفظ حركة "حماس" بجثمانيهما، خيمة اعتصام أمام منزل رئيس الحكومة مطالبين بإعادة نجلهم والجندي هدار غولدين المحتجزين في غزة أيضاً.