من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•أدى الهجوم الدموي الذي وقع أول من أمس في مجمّع سارونا إلى مقتل أربعة مواطنين إسرائيليين وجرح ستة آخرين. وكما هو معروف لم يسبقه أي انذار استخباراتي، لكن ليس في وسع أحد الادعاء بأنه تفاجأ، فموجة العنف الحالية التي وصفت بأنها انتفاضة ثالثة لم تخمد، وعلى ما يبدو لن تخمد بسرعة.
•فور وقوع الهجوم سارع رئيس الحكومة ووزير الدفاع إلى اعلان مجموعة خطوات عقابية جماعية ضد السكان الفلسطينيين في المناطق [المحتلة]. جمدت تصاريح دخول نحو 83 ألف فلسطيني إلى إسرائيل خلال شهر رمضان لزيارة عائلاتهم، وأوقفت التصاريح التي أعطيت لمجموعة صغيرة من سكان غزة للصلاة في المسجد الأقصى. ثمة هدف واحد لهذه الخطوات: إرضاء الرأي العام الذي يريد الانتقام.
•لقد تسابق وزراء الحكومة في ما بينهم على من يطلق الموقف الأكثر تطرفاً. سارع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان إلى إعلان أنه "لن يكتفي بالكلام"؛ وهدّد نائبه إيلي بن دهان بأن "الحياة في يطّا لن تعود إلى ما كانت عليه"؛ ودعا وزير المواصلات يسرائيل كاتس إلى "معالجة جذرية وقائية لن ينساها التاريخ"؛ وطالب وزير العلوم أوفير أكونيس بطرد عائلات المخربين وهدم منازلهم، ودعت وزيرة الثقافة إلى "كي وعي العدو".
•إن هذا الكلام القاسي والفارغ، مثله مثل الخطوات العقابية الجماعية، لا قيمة حقيقية له. فهو لن يضمن حياة مواطن إسرائيلي واحد، بل سيزيد فقط من الاحباط والكراهية لدى الذين فرض عليهم العيش تحت الاحتلال الإسرائيلي، وفي النهاية سيدفع بالمزيد من الشباب نحو الإرهاب.
•إنه لأمر مدهش كيف لا تستخلص حكومة إسرائيل الدرس وتتجاهل ما كان ينبغي أن يكون واضحاً منذ زمن طويل. فما لم يوجد أفق أمل للشعب الفلسطيني سيستمر الإرهاب، وليس باستطاعة أي خطوات عسكرية إنهاؤه، ولن تستطيع أي تصريحات متبجحة وضع حد له. إن السبيل الوحيد لمواجهة الارهاب هو من خلال تحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال. وحتى حدوث ذلك سيواصل هذا الشعب مقاومته بالقوة لهذا الاحتلال مثل أغلبية الشعوب في التاريخ.