عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ظهر أمس (الخميس) اجتماعاً طارئاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية تلقى وزراء المجلس خلاله تقارير حول النشاطات الاستخباراتية والعملياتية التي قامت بها الأجهزة الأمنية خلال الساعات الـ24 الأخيرة رداً على عملية إطلاق النار في وسط تل أبيب الليلة قبل الماضية.
وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة أن وزراء المجلس أجروا مداولات حول الإجراءات التي تقوم بها المؤسسة الأمنية في إثر تلك العملية، وهي: فرض طوق أمني كامل على بلدة يطا [منطقة الخليل] التي خرج منها مرتكبا العملية وفرض إغلاق على مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] حتى يوم الاثنين المقبل، وسحب تصاريح العمل التي أصدرت لذوي مرتكبي العملية، وإلغاء التصاريح التي أصدرت لزيارة إسرائيل خلال شهر رمضان.
كما تم إطلاع الوزراء على أن الميزانية التي خصصت لسدّ الفجوات في الجدار الأمني في منطقة ترقوميا بالقرب من الخليل حوّلت وأن الأعمال ستبدأ يوم 28 حزيران/ يونيو الحالي، وحتى بدء هذه الأعمال سيستمر تعزيز القوات العسكرية المنتشرة في هذه المنطقة.
وأضاف البيان أن رئيس الحكومة أوعز إلى "هيئة الأمن القومي" بالعمل على إعداد سلسلة من الملفات الأخرى التي ستطرح قريباً على المجلس الوزاري المصغر.
وطلب وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان من المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت تقصير مدة الإجراءات المطلوبة لإصدار أوامر هدم بيوت مرتكبي الاعتداءات "الإرهابية".
وأكد وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان ضرورة إعادة إنشاء مقبرة خاصة لمرتكبي الاعتداءات والتوقف عن إعادة جثامينهم إلى ذويهم.
وقبل اجتماع المجلس الوزاري المصغر قالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة إنه بعد تقييم للوضع الأمني أجراه رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة صباح أمس، أصدر منسق شؤون الحكومة في المناطق [المحتلة] اللواء يوآف مردخاي تعليمات تقضي بتجميد 204 تصاريح لدخول إسرائيل تم منحها إلى أفراد عائلات مرتكبي عملية تل أبيب. كما تقرر تجميد 83,000 تصريح لفلسطينيين من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لدخول إسرائيل من أجل زيارة أفراد عائلاتهم خلال شهر رمضان. وتم تجميد التسهيلات لسكان قطاع غزة ولا سيما في ما يخص الصلاة في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف].
وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات عسكرية إسرائيلية داهمت منزلي مرتكبي العملية في يطا وهما ابنا عم في الحادية والعشرين من عمرهما ويدعيان خالد ومحمد مخامرة. وقام بعض أفرادها بإجراء مسح هندسي لمنزل أحدهما تمهيداً لهدمه.
ومساء أمس قام رئيس الحكومة بتفقد منطقة المركز التجاري "سارونا ماركت" في وسط تل أبيب التي وقعت فيها العملية التي أدت إلى مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 17 آخرين بجروح، وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام إن قوات الأمن ألقت القبض على شخص تعاون مع مرتكبي العملية.
وأشار نتنياهو إلى أنه لم يسمع أي تنديد صريح وغير قابل للتأويل من جانب السلطة الفلسطينية بل شاهد مظاهر فرح في غزة وفي بعض قطاعات المجتمع الفلسطيني في الضفة. وأكد أن إسرائيل ستنتصر على "الإرهاب".
وندد مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية بشدة بعملية تل أبيب. كما استنكر المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب هذه العملية، وقال إن الشعب الأميركي يقف إلى جانب الشعب في إسرائيل الذي يواجه "الإرهاب" منذ مدة طويلة.
ونددت وزارة الخارجية الأميركية بالعملية، لكنها في الوقت عينه أكدت أن على إسرائيل الرد بطريقة لا تفضي إلى التصعيد أو إلى زيادة التوتر مع الفلسطينيين.
وبعث المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد برسالة إلى 38 من نظرائه في دول العالم أشار فيها إلى أن منظمات إرهابية متطرفة منها داعش و"حماس" تستغل شهر رمضان للتصعيد ليس في تل أبيب فحسب وإنما أيضاً في مدن أخرى في العالم مثلما حدث في بروكسل ونيروبي وباريس.
وأضاف غولد أن هذه العملية تبرهن مرة أخرى على أن العقبة الرئيسية التي تعترض تحقيق السلام هي رفض الفلسطينيين نبذ جميع أنواع "الإرهاب" والعنف.