•ليست هذه المرة الأولى التي ينفذ فيها فلسطينيون من المناطق [المحتلة] هجوماً بواسطة سلاح ناري أو بعبوات ناسفة. لقد شهدت موجة الإرهاب الأخيرة هجمات قام بها فسطينيون منعهم الشاباك من الدخول إلى إسرائيل وتمكنوا من الوصول إلى غوش دان. لكن في الهجوم الحالي يمكن ملاحظة تخطيط وإعداد أكثر "احترافاً"، وذلك على الرغم من أن الاثنين اللذين قاما بالهجوم ليسا عضوين في تنظيم معين ولم ينفذا هجومهما باسم تنظيم ما، وإنما بمبادرة فردية - مثل معظم الهجمات في موجة الارهاب الحالية.
•ومثل بعض الحوادث التي وقعت في موجة الإرهاب الحالية، المخربان تربطهما قرابة عائلية، ووفقاً لتقارير فلسطينية جاءا من منطقة قرية يطا القريبة من مدينة الخليل. والسؤال الكبير هو كيف نجحا في الحصول على أسلحة؟ وكيف نجحا في الانتقال من منطقة جبل الخليل إلى أراضي إسرائيل مع هذه الأسلحة. وبالاستناد إلى جميع المؤشرات، فالاثنان تحركا بصورة فردية، ولذلك سارع قائد إقليم تل أبيب إلى طمأنة المواطنين. لكن على الرغم من ذلك، كان الاثنان بحاجة إلى من ينقلهما من دون أن يسألهما ماذا يحملان في جعبتيهما اللتين كانتا تحتويان إلى جانب السلاح على سكاكين، وإلى أن يوصلهما إلى وسط تل أبيب.
•بصورة عامة، لدى المخربين عادة معرفة مسبقة بالمكان الذي سينفذون الهجوم فيه. ومن المحتمل أن يكون هذا ما حدث هذه المرة، ومن المحتمل أن يكونا قد جمعا معلومات استخباراتية قبل تنفيذ الهجوم في مطعم ماكس برنار. بالإضافة إلى ذلك، ثمة احتمال أنهما اختارا عن قصد منطقة سارونا الواقعة مقابل هكرياه حيث توجد وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة للجيش.
•وقع الهجوم عشية اليوم الثاني من شهر الصوم رمضان، وليس هناك شك تقريباً في أنه حدث تحت تأثير تأجج المشاعر الدينية التي تسود العالم الإسلامي، خاصة لدى المنتمين إلى التيارات الراديكالية. وفي الأيام الأخيرة حدثت هجمات في اسطنبول وفي أماكن أخرى من الشرق الأوسط، نفذت من دون شك بوحي من شهر رمضان. ونحن نشهد مثل هذه الظاهرة كل عام خلال فترة الصوم عند المسلمين.
•تظهر الصور التي التقطتها الكاميرات أن المخربين استخدما سلاحاً من نوع كارل غوستاف، ومن المحتمل أن يكون سلاحاً محلي الصنع. ويظهر الشريط بوضوح أن أحد المخربين واجه مشكلة مع سلاحه وأنه ألقاه بغضب على الأرض، في حين كان رفيقه يواصل إطلاق النار قبل أن يتوقف سلاحه هو أيضاً. ولم يظهر الشريط أنهما مدربين بصورة خاصة، لكن يمكن ملاحظة برودة أعصابهما. جلس الاثنان لتناول الطعام، ربما للإفطار في نهاية نهار من الصوم، ومن بعد ذلك شنا الهجوم. ومن المحتمل أنهما كانا مستعدين لاحتمال أن يواجها مشكلة في سلاحهما ولذلك أحضرا السكاكين.
•في مثل هذا الوضع يجب تحديد نقطة الضعف التي سمحت لشابين من المناطق [المحتلة] بالوصول إلى قلب تل أبيب وتنفيذ هجومها. هذا هو الآن الموضوع المركزي للتحقيق. ومع الأسف الشديد، تحقق تقدير الجيش الإسرائيلي بأن خمود موجة الإرهاب لا يعني نهايتها. ويسمّي الجيش هذا الوضع: تهدئة غير مستقرة يمكن أن تشتعل مجدداً، وشهر رمضان هو وقت من المتوقع حدوث فواجع فيه.
•بالاستناد إلى تقارير لم يتم التحقق منها، فقد حصلت أجهزة الأمن الفلسطينية على إنذار يتعلق باختفاء اثنين من أبناء العم من منزليهما قبل بضعة أيام، وكان هناك شك في احتمال قيامهما بهجوم. والسؤال هو: هل وصل هذا التقرير إلى أجهزة الأمن الإسرائيلية؟ وإذا لم يصل – يجب مطالبة أبو مازن بتفسير. في كل الأحوال يجب أن تكون درجة التأهب خلال شهر رمضان عالية جداً، وما جرى ليل أمس قد يتكرر. وعلى الرغم من ذلك يتعين علينا الثناء على سلوك رجال الأمن في منطقة سارونا وكذلك رجال الشرطة الذين سيطروا بسرعة على المهاجمين وأعادوا الحياة في تل أبيب إلى مجراها الطبيعي.