أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل بحاجة إلى استقرار سلطوي للتعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجهها ولاغتنام الفرص التي أصبحت سانحة أمامها.
وأضاف نتنياهو في سياق مؤتمر صحافي عقده مع عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان بعد توقيع الاتفاق الائتلافي بين الليكود و"إسرائيل بيتنا" في الكنيست قبل ظهر أمس (الأربعاء)، أنه يرحب بليبرمان وبأعضاء كتلة "إسرائيل بيتنا" البرلمانية كشركاء مهمين في الائتلاف الحكومي.
وقال نتنياهو: "إن التعارف بيني وبين ليبرمان مستمر منذ قرابة 30 عاماً وأقدّر قدراته وخبراته. ولا يُخفى على أحد أنه كانت بيننا خلافات أيضاً هي جزء من الحياة السياسية، بل إن كلاً منا أطلق أحياناً تصريحات كان يُستحسن عدم الإدلاء بها أصلاً. أمّا الآن فتتشابك أيدينا للسير بإسرائيل قدماً. إن الاتفاق الذي نوقعه اليوم يحمل رسالة مهمة للمهاجرين الجدد وللمتقاعدين، وكذلك لكبار السنّ بصورة عامة، غير أن التزامنا الأول والأعلى هو ضمان أمن إسرائيل. وبناء على ذلك سنواصل، أنا بصفة رئيس الحكومة وليبرمان بصفة وزير الدفاع وكذلك رئيس هيئة الأركان ورؤساء الأجهزة الأمنية العمل حفاظاً على أمن السكان الإسرائيليين."
وأشار رئيس الحكومة إلى أن الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط مستمرة، ولذا فإن التحديات التي تواجه إسرائيل عديدة، لكنه في الوقت عينه أكد أن هناك بعض الفرص السانحة.
ودعا نتنياهو رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ إلى الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية حقيقية تستنفد فرص السلام، وشدّد على أنه ملتزم بدفع عملية السلام قدماً وبذل كل جهد مستطاع للتوصل إلى تسوية في المنطقة.
وقال ليبرمان إن المسؤولية التي يتحملها كوزير للدفاع تستلزم اتباع سياسة تتسم بالتوازن بما يؤدي إلى استتباب الاستقرار في المنطقة والدولة. وأكد أن المسألة الأهم بالنسبة إليه هي أمن سكان إسرائيل.
وانتقد هيرتسوغ توقيع الاتفاق الائتلافي بين الليكود و"إسرائيل بيتنا"، وأعرب عن أسفه لاختيار نتنياهو توجيه دفة الدولة مع ليبرمان وبنيت في اتجاه التطرف الخطر.
وأضاف هيرتسوغ في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن الحكومة التي تضم ليبرمان وبنيت لا تبشر بأي أمل، بل بخطوات تفضي إلى تدهور الوضع نحو جولة أُخرى من الآلام والثكل. وأكد أنه يتعين على سكان إسرائيل أن يشعروا بقلق إزاء هذا الائتلاف اليميني الذي سيقود دولة إسرائيل نحو اتجاهات محفوفة بالمخاطر.
وأدى الناشط اليميني يهودا غليك أمس قَسَم الولاء بصفته عضواً جديداً في كتلة الليكود في الكنيست خلفاً لوزير الدفاع موشيه يعلون الذي قدم استقالته.
وفي غزة اعتبرت حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي انضمام ليبرمان إلى حكومة نتنياهو وتعيينه وزيراً للدفاع دليلاً واضحاً على ارتفاع وتيرة الفاشية في صفوف الزعماء الإسرائيليين.
وقال رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات إن انضمام ليبرمان إلى الحكومة الإسرائيلية ينذر بتهديدات حقيقية وباستمرار التطرف وعدم الاستقرار في المنطقة.
وكان الاتفاق على انضمام حزب "إسرائيل بيتنا" إلى الائتلاف الحكومي وُقّع في الكنيست أول من أمس (الثلاثاء).
وأعلن أن رئيس "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان وعضو الكنيست سوفا لاندفير سيؤديان قسم الولاء يوم الاثنين المقبل ليتولى ليبرمان حقيبة الدفاع ولاندفير حقيبة الهجرة والاستيعاب في اليوم التالي.
وينص الاتفاق على رصد 1.4 مليار شيكل لتمويل الإصلاحات في معاشات التقاعد لجميع المستحقين.
كما يقضي الاتفاق بتخويل المحاكم العسكرية صلاحية إنزال عقوبة الإعدام بحق "إرهابيين" بأغلبية الأصوات وليس بالإجماع كما هي الحال عليه الآن.
وتعهّد ليبرمان مع توقيع الاتفاق بأن يعترض على أي مبادرة لا يصادق عليها نتنياهو في مجال الإعلام، وبأن يوافق على أي إصلاح أو تعديل يريده الأخير في هذا الحقل. وهو بند وقعته كل الأحزاب الشريكة في الائتلاف الحكومي.
وجاء في الاتفاق أنه في حال إقامة طاقم وزاري خاص لبلورة صيغة قانون أساس إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، فسيشمل ممثّلين من جميع كتل الائتلاف.
كما ينص الاتفاق على أن يشغل عضو كنيست من "إسرائيل بيتنا" منصب نائب رئيس الكنيست، وأن يشغل عضو كنيست آخر منصب عضو في لجنة الاقتصاد.