من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•لم تكن هذه السنة جيدة بالنسبة للهوية الإسرائيلية. يبدو أنه لم يحدث قط أن واجهت هذه الهوية الهشة والمرهفة، المكونة من فسيفساء شاملة مركبة من معتقدات وآراء وأذواق بنيت من خلال كثير من العمل استمر 68 عاماً، هجوماً داخلياً بهذه القسوة. العلاقات بين اليهود والعرب، والمتدينين والعلمانيين، والشرقيين والغربيين، واليساريين واليمينيين - وقطع تؤلف كل منها مجتمعة في نهاية الأمر ما يسمى بالهوية "الإسرائيلية"، تبدو الآن وكأنها تريد أن تنفصل عن أخواتها لتنطلق حرة.
•ونظراً إلى أن الهوية الإسرائيلية ليست موحدة، وأن مكوناتها في حال صراع مستمر، فثمة حاجة للدفاع عنها في مواجهة الشرذمة والتحريض. لكن باستثناء رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، فإن أغلبية القوى الرسمية - وبخاصة بنيامين نتنياهو والحكومة التي يرأسها - هم المسؤولون إلى حد كبير عن تدمير النسيج الحساس المكون من المجموعات التي تشكل دولة إسرائيل.
•لقد تحول خطاب التحريض الذي ألقاه نتنياهو قبل الانتخابات - "العرب يتوجهون بأعداد هائلة نحو صناديق الاقتراع" - إلى شعار عملت وفقاً له الحكومة التي يرأسها. وهكذا ولدت مجموعة قوانين غرضها ظاهرياً تعزيز الهوية الإسرائيلية، لكن هدفها عملياً هو التمييز وإقصاء أقليات والمعارضين الأيديولوجيين: "قانون الإقصاء" يهدف إلى إبعاد أعضاء الكنيست العرب وترهيبهم، و"قانون الجمعيات" و"قانون المندسين" الغرض منهما وصم "اليساريين" وتصويرهم خونة، و"قانون الولاء في الثقافة" يهدف إلى الربط بين تمويل الجمعيات وموقف سياسي يميني، ويهدد "قانون المس بالعلم" كل من يخرج عن الصف القومي.
•إن الأبخرة السامة التي خرجت من مكاتب الحكومة وصلت إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وإلى استديوات التلفزيونات، والإذاعة والصحف - ومن هناك إلى الشارع. إن الخيوط الدقيقة التي تشكل العلم الإسرائيلي يجري تفكيكها بشكل منهجي، وتحول الرمز الإسرائيلي البناء والجامع إلى سلاح في يد ميليشيات قومية وعنصرية.
•بمناسبة ذكرى إقامة دولة إسرائيل يجب التأكيد على إعادة خياطة العلم الإسرائيلي، وإلى الحاجة إلى أن ندخل تحت ظله جميع المجموعات التي تتألف منها الهوية الإسرائيلية، بمن في ذلك الأقليات التي تجد صعوبة في التماهي مع نجمة داود ومع "النفس اليهودية الطموحة".