•حتى لو حدث في الأيام أو الأسابيع القريبة المقبلة تطور بارز على حدود قطاع غزة، يمكننا أن نقدر - وفقاً لمصادر رفيعة في المستويين العسكري والسياسي- أن هذا لن يؤدي إلى القيام بمبادرة خارجة عن المألوف من جانب إسرائيل.
•على الرغم من التصريحات الحربية التي صدرت بالأمس عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية بشأن السيناريوات المتوقعة في مواجهة حركة "حماس"، وعلى خلفية ما نشرته مصادر فلسطينية عن أعمال هندسية يقوم بها الجيش الإسرائيلي ما وراء السياج الحدودي في القطاع، فإن المؤسسة الأمنية راضية جداً عن الأرقام التي تدل على ردع ثابت في مواجهة الحركة منذ عملية الجرف الصامد في صيف 2014.
•ووفقاً لهذه الأرقام هناك تراجع دراماتيكي في حجم اطلاق الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، إذ أطلق على إسرائيل خلال سنة وثمانية أشهر 35 صاروخاً فقط، وهذا ما يجعل هذه الفترة الأكثر هدوءاً منذ بداية القصف الصاروخي سنة 2000. وفي جميع هذه الحوادث، يدّعون في الجيش أن من قصف ليس "حماس"، بل هي تنظيمات مارقة تابعة لتنظيم داعش والجهاد العالمي. ومن جهتها، أنشأت "حماس" وحدة خاصة للمحافظة على الهدوء.
•لكن هذا لا يعني شيئاً بالنسبة لمحاولات زيادة قوة الحركة التي تدرك أنه سيكون من الصعب تحقيق إنجازات في الحرب المقبلة بواسطة إطلاق الصواريخ، ولا سيما أن المصريين مستمرون في إبقاء معبر رفح مغلقاً، وتواجه "حماس" صعوبة في تهريب السلاح عبر الأنفاق من سيناء إلى غزة. تستغل "حماس" التهدئة من أجل إعادة بناء منظومة الصواريخ، لكنها لم تنجح في الوصول إلى الكميات التي كانت لديها قبل عملية الجرف الصامد، ولذا تقوم بتجارب إطلاق تجاه البحر في محاولة لتعلم كيفية مواجهة منظومة القبة الحديدية التي اعترضت في العملية الأخيرة 89% من الصواريخ التي أطلقتها "حماس" فعلياً.
•في المقابل، رفعت الحركة عدد قواتها الخاصة – النخبة - إلى 5000 مقاتل يشكلون نحو ربع مجموع القوات المقاتلة في الذراع العسكرية البالغ عدد أفرادها نحو 20 ألف شخص. كما عززت "حماس" وحدة الغواصين التي من المفترض أن تتسلل من البحر (وهي الوحدة نفسها التي قامت بمحاولة تسلل الى ساحل زيكيم في الأيام الأولى لعملية الجرف الصامد). ويقول ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية أن "حماس" تعاني من أزمة اقتصادية قاسية، ولكن رواتب حفّاري الأنفاق هي الوحيدة التي لم تُمس.
•في نظر الجيش الإسرائيلي، "حماس" تزيد قوتها وتستكمل استعداداتها للحرب، لكنها ليست معنية بالحرب في الوقت الراهن، والردع ما يزال فعالاً. وتشدد مصادر أمنية على أن الحركة مكبوحة وليست لديها في الوقت الراهن مصلحة في تسخين المنطقة لأنها تعمل على اعادة بناء القطاع. ومع ذلك، يقول ضابط كبير، "لدى حماس شكوك كبيرة بأننا سنبادر إلى القيام بعمليات هجومية مفاجئة ضدها، لذا ثمة تخوف من سوء حسابات (خطأ في تقدير نيات الطرف الثاني بما يمكن أن يؤدي إلى تصعيد).
•يرسم الضابط الكبير المبادئ التي تستند إليها خطط الجيش الإسرائيلي في الحرب المقبلة في غزة، ويوضح: "سنتحرك بقوة منذ بداية المعركة وليس بطريقة تدريجية كما جرى في الجرف الصامد. يجب أن نكون نحن الذين نفاجئهم وبقوة شديدة. وستكون معركة النار من الجو أشد قوة وفاعلية. وليست قليلة التأثير".
•بعد هذه التصريحات كلها يجب أن نتذكر أنه قبل عملية الجرف الصامد وبعد خطف وقتل الشبان الثلاثة جيل - عاد شاعر، ونفتالي فرنكل، وإيل يفراح، صدرت تقديرات مشابهة من جانب الجيش والشاباك تقول إن "حماس" ليست معنية بحدوث مواجهة. لذلك، اليوم أيضاً، يجب النظر إلى تقديرات الجيش على أنها محدودة الضمان.